مشروع رئيس تونسي يهين الجزائريين !
حلقة وصل _
بقلم :حدة حازم
لم أكن أتوقع تصريحا من هذا القبيل من مرشح للرئاسيات التونسية، الصافي السعيد، الذي وصف السياح الجزائريين الذين يقصدون طوال أيام السنة بسياحة المليون جائع، ولا أدري من هم الجياع، التونسيون الذين يذهب الجزائريون في أغلب الاحيان تضامنا معهم، لما يضرب الارهاب السياح لضرب الاقتصاد التونسي، أم الجزائريين ، الذين يتنقلون بسياراتهم وأموالهم لتمضية أيام قد تطول أو تقصر في تونس، بسبب نقص المرافق السياحية في بلادنا؟
فلا التونسيين الذين يكدون ويعملون بجد يستحقون هذا الوصف ولا الجزائريين كذلك ؟
فبعد شتيمة المصريين لنا ونعت شهدائنا بمليون جزمة ومليون لقيط، ها هم جيراننا الذين وقفنا الى جانبهم في كل محنهم ، يوجهون لنا طعنة أخرى في الظهر.
الجياع يا سيادة المرشح لا يذهبون للسياحة، ولا يدفعون الملايين في فنادقكم التي لولانا لأكلها العفن.
على السلطات التونسية أن توضح الامر، وتعتذر للجزائر وللجزائريين، فما يرمى في مزابل الجزائريين يكفي لإعالة الملايين من الجياع.
لولا تضامن الجزائريين مع الشعب التونسي خاصة منذ الثورة لأغلقت كل الفنادق التونسية والبيوت التي تؤجر للعائلات الجزائرية وهم بعشرات الالاف على طول الساحل التونسي.
فهل يعلم مرشح الرئاسيات هذا سليط اللسان ، أن السياح الجزائريين وحدهم من يأتي ويصرف الملايين في التبضع بتونس، بينما يأتي السياح الاوربيين وأغلبهم من الشيوخ، للتنزه فقط ولا يشترون شيئا، وكل نفقاتهم يدفعونها لدى وكالات السياحة ببلدانهم التي تتكفل بنقلهم؟
يكفي أن تذهب لأية ولاية حدودية، من تبسة الى الوادي وعنابة مرورا بقسنطينة لتلاحظ التونسيين الذين يأتون للتبضع، وشراء ما يحتاجونه لاستهلاكهم من متاجر الجزائريين العامرة، في حركة تشبه تهريب البضائع المدعمة في بلادنا، لكننا لا نقول عنهم جياع ولا نطعن في كرامة التوانسة، يكفيهم معاناتهم من وضعيتهم الاقتصادية الكارثية.
فماذا يا سيادة المرشح ذي اللسان القذر؟ ماذا لو فتحت الجزائر حدودها مع المغرب، وصار الجزائريون يقصدون المغرب، الغني بتراثه وبصناعاته التقليدية وبمطبخه ذي الصيت العالمي، وروح شعبه المضياف، فكيف سيكون مصير سياحة بلادك؟
ليست المرة الأولى التي يسيئ فيها تونسي الأدب مع الجزائر، فقد سبق وعلقت وزيرة سابقة للسياحة لما ضرب الارهاب سوسة وقبلها متحف الباردو، أن تونس ليست الجزائر ولا تعاني من الارهاب !
التعليقات مغلقة.