بإختصار : نعيب الثورة و العيب فينا !
بقلم : قيس بن نصر
في ظل ما يعيشه المشهد الوطني من أزمات متعددة ، أساسا على المستوى السياسي و المؤسساتي ثم على المستوى الإقتصادي ثم على المستوى الإجتماعي ، يرجع الأغلبية من الشعب التونسي هذه الأزمات التي نعيشها إلى الثورة و تداعياتها ، و تلعن هاته الأغلبية المسار الثوري و الإنتقالي ما بعد الثورة عندما يصطدم بغلاء المعيشة و إنهيار الدينار ، وغياب التنمية و إزدياد نسبة البطالة إلى جانب كثرة الضرائب و العديد من الإشكاليات و المصاعب …
و لكن في المقابل ، أ لا تعتبر هاته الأغلبية التي تلعن الثورة مساهمة في تشكل كل الأزمات التي نعيشها ، أساسا بإختيارها للمسؤولين السياسيين في مواقع القرار عن طريق صندوق الإنتخابات ، ثم بسكوتها على مظاهر و سلوكيات الفساد التي إكتسحت كل المجالات ، ثم بإنخراطها بطريقة أو أخرى في تعطيل عجلة الإنتاج الوطني و تراجع مردودية أغلب المؤسسات الوطنية ثم بمساهمتها بتواتر الإحتجاجات و كثرة المطلبية في ترحيل العديد من شركات الإستثمار التي كانت تنتصب في بلادنا و توفر فرص التشغيل و موارد الرزق …
أ لم تساهم هاته الأغلبية في كل هذه الإخلالات و الأزمات بعد ثورة كانت من المفترض أن تنتج إرادة عامة من الجميع كل من موقعه ، تقطع بقوة مع الفساد و سياسة الولاءات و المحسوبية و الرشوة و الأنانية و عقلية رزق البيليك …
التعليقات مغلقة.