البطولة الدولية في فن المناظرة .. زهراء ناجي المتحدثة الأولى
حلقة وصل _ حنان عباسي
زهرة تونسية ذات آثنين و عشرين ربيعا ، أصيلة الحامة قابس ، تقطن العاصمة و تدرس بجامعة تونس المنار سنة ثانية طب و عاشقة جليلة للغة العربية تقرؤها و تكتبها بجمال روحها.
زهراء بن مراد ناجي كما عرّفتنا بنفسها إكراما للوالد الذي شجعها و آزرها لتبلغ من الحياة نجاحا و تفتك فوزا بالمرتبة الأولى في البطولة الدولية الخامسة لمناظرات الجامعات باللغة العربية و يُنظّمها مركز مناظرات قطر بصفة دورية كل سنتين و التي اُقيمت مؤخرا في مدينة الدوحة بقطر من 16 إلى 20 مارس 2019 ،بمشاركة 600 مناظر يُمثلون 52 بلدا .
زهراء عادت إلينا مُحمّلة بشرف تكريم اللغة العربية في أبهى أثوابها ، و لم يكن في استقبالها هي و الثلاث جامعات (جامعة تونس المنار،جامعة المنستير و جامعة الزيتونة) التي مثّلتنا أرفع تمثيل أي مسؤول لا من وزارة التعليم العالي و لا من الحكومة التي لا تزال في سباتها تُهمل خيرة شبابها و تغض الطرف على إنجازاته الرائعة. فإلى جانب المركز الأول لزهراء ناجي فقد احتلت أيضا الطالبة إشراق الجبالي المركز السادس في قائمة أفضل عشر مُتحدّثين كما تم تكريم عبير مجروح بآختيارها أفضل سفيرة لمركز مناظرات قطر و هي للعلم فائزة سابقة بالبطولة و سفيرة المركز بتونس .
اتصالنا بزهراء كان في تجاذب حديث حول مشاركتها الثانية في هذه البطولة و التي حسب ما أخبرتنا به كانت أكثر من ممتعة بالنسبة لها ،في ظل استقبال رائع و ظروف “إقامة ملكية” امتدت لأسبوع كانت فيها المنافسة على أشدها في خمس جولات حتى بلوغ التصفيات و من ثم المرحلة الإقصائية بين المُتناظرين “الشرسين” كما وصفتهم زهراء ، التي أكّدت لنا أن هذه الدورة تميزت بمشاركات على مستوى عال جدا و رغم ذلك كان حضور الفرق التونسية و المغاربية أيضا خلاقا ، ممّ أولد فكرة تنظيم بطولة مغاربية في فن التناظر بعد أن سبق و نظمت المنظمة التونسية للمناظرات بطولة مغاربية مُصغّرة للفرق الدولية بهدف زيادة تدريبها.
فكرة ليتها ترى النور قريبا لنشهد بزوغ شمس اللغة العربية بين جيل تكاد تُطمس هويته العربية. هذا الفوز المُستحقّ لزهراء لم يكن وليد صدفة أو دون تخطيط ،فهناك تدريبات أسبوعية بمعدل حصتين إلى ثلاث حصص برعاية المنظمة التونسية للمناظرات و التي كان لها الفضل في نشر هذا الفن بين الشباب بتنظيم بطولات وطنية بين الجامعات في تونس بعد تجارب أداء يتم فيها آختيار المشاركين بتدريبهم و إعدادهم للنزال الدولي.
تجربة مُحاورة شابة بهذا الجمال و الخلق و على قدرٍ عالٍ من الأدب و العلم كانت من أروع التجارب التي يمكن أن تُعاش في خضم ذاك الكم الهائل من السخافة التي أصبحت مهمة الكثيرين التسويق لها بين شبابنا و دعمها بجعلهم يستهلكونها على جرعات تلفزية و فنية مسمومة .
التعليقات مغلقة.