تنافس خفي بين “داعش” و “القاعدة” على تونس و الجزائر… البرعصي “يحتل” فراغ دروكدال
الجزائر- علي ياحي
من المرتقب ان تتحول منطقة شمال افريقيا ساحة المعركة الاخيرة بين القاعدة و داعش، بعد ضياع الاولى مع مقتل اسامة بن لادن و بداية مرحلة جديدة بالنسبة للتنظيم الارهابي الثاني اثر مصرع ابو بكر البغدادي منذ ايام.
و في وقت تسعى القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي للعودة لواجهة شمال افريقيا، من خلال تغيير منتظر لمركز قيادة التنظيم من الجزائر الى تونس، لفت تسارع جماعات ارهابية افريقية الى الاعتراف بالزعيم الجديد لتنظيم الدولة الاسلامية ” عبد الله قرداش” اهتمام الخبراء الذين اعتبروا الخطوة ايذانا بفترة عصيبة على منطقة شمال افريقيا خاصة و افريقيا عامة، حيث تذكر المعلومات ان ليبيا ستكون مركز تنظيم “داعش” بعد تسجيل وصول اعداد كبيرة من العناصر الارهابية من سوريا و العراق الى جنوب ليبيا، عبر السودان و الصومال، حيث يتواجد اعنف فرع داعشي يقوده محمود البرعصي، المكنى أبو مصعب الليبي الذي تربطه بالارهابي الجزائري الخطير مختار بلمختار علاقة قوية، على اعتبار ان هذا الاخير مورد الاسلحة لمختلف التنظيمات الارهابية و الجماعات المسلحة المعارضة، كما ان ممارسته التهريب جعله يطلب الحماية لتأمين عملياته الضخمة بعد خصامه مع زعماء القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، كما ان بلمختار يتلك علاقة مصاهرة مع قبائل صحراء ليبيا اين تنشط جماعة البرعصي.
ومن المرتقب ان يغير تنظيم الدولة من هيكله و طريقة نشاطه و تكتيكاته خلال فترة تولي القرشي، لعدة اعتبارات اهمها اختلاف منطقة القيادة و المركز والنشاط من حيث الجغرافيا و التضاريس والمناخ و تركيبة المجتمعات، بالاضافة الى تغير المعطيات و الوسائل، وعليه فقد يتحول الى مجموعة من الخلايا تمثل فروع منتشرة في مختلف الدول تتحرك في شكل شبه مستقل عن القيادة والمركز، في تشبيه لما كان عليه الحال مع القادة بعد انكسار شوكتها في افغانستان، وهو ما يشكل قوة متعددة يصعب مواجهتها و متابعتها عكس فكر البغدادي الذي اعتمد على مركزية القوة و الاوامر والنشاط.
وطرح عدم تبني أي جهة للاعتداء الجبان الذي استهدف عسكريين جزائريين بمنطقة “تيبازة” غرب العاصمة الجزائر، وخلف عدد من القتلى في صفوف الجيش الجزائري مقابل القضاء على ارهابيين، تساؤلات حول الجهة الارهابية المسؤولة عن العملية الجبانة، غير ان تباطؤ تنظيم “داعش” في الاعلان عن مقتل زعيمه البغدادي، ترك انطباع ان الذراع الاعلامية لتنظيم الدولة لا تعمل بشكل جيد، و عليه فما حدث في منطقة “تيبازة” بالجزائر، تقف وراءه عناصر من تنظيم الدولة، خاصة ان القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لا تنتظر طويلا “للتفاخر بمقتل عسكريين”، و هو ما يعتبر ايذانا بمرحلة ارهابية جديدة في المنطقة، و خاصة في تونس و الجزائر، فالاولى تعرف تنافس بين القاعدة و “داعش” من اجل جعلها مركز الفرع الرئيس في شمال افريقيا، بينما تشهد الثانية تجديدا لصالح تنظيم الدولة بعد ضياع مجد القاعدة في شكل احتلال، و ذلك بعد ان اصبحت ليبيا ارضا للقوات الاجنبية يصعب استمرار تواجد “داعش” عليها. و تتخوف الاجهزة الامنية في افريقيا، على ضعفها، من الآلية الجديدة لنشاط “داعش”، التي تعتمد على اللامركزية، حيث تتحرك كل منطقة بشكل حر بعيدا عن التوجيهات المباشرة من الزعيم، و قد شكل التنظيم خلايا صغيرة تتكون من بضع عشرات من الارهابيين، ذكورا ونساء و اطفالا.
التعليقات مغلقة.