مدحت العدل يسعى لعرض “أم كلثوم.. دايبين في صوت الست” في تونس: المسرحية التي تُحيي أسطورة زارت تونس يومًا وأَسَرَت زعيمها الحبيب بورقيبة

حلقة وصل _ من القاهرة ضحى السعفي

تواصل مسرحية “أم كلثوم.. دايبين في صوت الست” عروضها في القاهرة منذ ما يقارب الشهرين، محافظةً على حضور جماهيري لافت يؤكد أن كوكب الشرق ما زالت أيقونة لا يبهت سحرها مع الزمن.

العمل الذي يجمع بين الدقة التاريخية والرؤية الفنية الحديثة لا يقدّم مجرد سيرة ذاتية، بل يعيد تشكيل ملامح شخصية صنعت وجدان العالم العربي وما زالت تتصدر مشاهد الاستماع حتى اليوم. السيناريست والمنتج مدحت العدل، صاحب النص والأشعار ومنتج العمل، يرى في المسرحية محاولة للاقتراب من روح أم كلثوم، منذ نشأتها في طماي الزهايرة، مرورًا بتكوينها الفني وصلابتها، وصولًا إلى لحظة صعودها العالمي حين غنّت على مسارح باريس وأبهرت جمهورًا لا يعرف لغتها لكنه انحنى لقوة حضورها.

ويقدّم المخرج أحمد فؤاد معالجة بصرية حديثة، مدعمة بتقنيات عالية في الإضاءة والديكور، فيما يصوغ خالد الكمار وإيهاب عبدالواحد رؤية موسيقية مزجت بين التراث وروح المسرح المعاصر، ليولد عرضًا يُعيد للذاكرة وهج حفلات أم كلثوم التاريخية.

وبعيدًا عن الاستسهال الفني، اختار العدل وجوهًا جديدة لتجسيد شخصية أم كلثوم، بحثًا عن صوت قادر على مواجهة إرث فني ثقيل دون ارتباط بصورة مسبقة لنجمة معروفة، مؤكدًا أن المواهب الشابة أثبتت حضورًا قويًا فاجأ الجمهور والنقاد على حدّ سواء.

وتحرص المسرحية على استعادة محطات مهمة من سفر أم كلثوم العربي، ومن بينها زيارتها الشهيرة لتونس عام 1968 حين استقبلها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة استقبالًا يليق بالملكات، ووقف يتأمل حضورها وسط دهشة تشبه الافتتان. لحظة تُظهر مكانة “الست” وقدرتها على أن تبهر العالم العربي من المحيط إلى الخليج. وفي هذا السياق، عبّر مدحت العدل عن رغبته الكبيرة في تقديم العرض في تونس ضمن الجولات العربية والعالمية المرتقبة، تقديرًا لقيمة الجمهور التونسي ومحبة البلد لصوت أم كلثوم منذ عقود. المسرحية، التي تطلّبت عامًا كاملًا من التحضير وبروفات يومية مكثفة، تضم خمسة عشر عملًا غنائيًا من أشهر أغنيات أم كلثوم، إضافة إلى أعمال جديدة كتبت خصيصًا للعرض، لتقديم تجربة فنية معاصرة تحترم التراث وتخاطب جمهور اليوم. ويستعد فريق العمل لجولة محلية داخل مصر، تليها جولة عربية ودولية تشمل باريس ولندن، في إعادة حديثة لرحلة أم كلثوم الفنية حول العالم.

وفي الختام، اتوجه بشكر خاص للدكتور مدحت العدل على استضافته الكريمة وشغفه الحقيقي بإحياء تراث أم كلثوم بروح مبتكرة وجذابة .