حلقة وصل _ فريق التحرير
خلال الأسابيع الماضية، ضجت مواقع التواصل ووسائل إعلام عربية بعاصفة جدل واتهامات لجماعة الإخوان المسلمين باستغلال الأزمة الإنسانية التي أحدثتها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لجمع أموال وتبرعات لم تصل أصلا إلى القطاع.
وكان نشطاء وخبراء في شؤون الحركات الإسلامية قد كشفوا في وقت سابق أن مؤسسة تدعى “وقف الأمة”، تنشط من تركيا، قامت بجمع تبرعات مالية وصلت إلى حوالي نصف مليار دولار، باسم القدس وغزة، إلى أن الأموال لم تصل إلى الوجهات المعنية بها.
واتهم الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي ماهر فرغلي، الإخوان المسلمين باستغلال القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين، مستشهدا ببيان نشرته حماس مطلع العام الماضي، اتهمت فيه المؤسسة المذكورة وغيرها بجمع الأموال دون معرفة مصيرها، ;دون أن تذكر حجم الأموال.
حماس تكشف القضية.. مطلع العام الماضي
وأشار الباحث إلى أن “شابا حمساويا اسمه خالد حسن بدأ بكشف فساد جمعية وقف الأمة التي أسسها إخوان الأردن، ويشرف عليها، سعيد أبو العبد، ويزيد نوفل، وفؤاد الزبيدي، وعبد الله سمير، وخلدون حجازي، وأحمد العمري، وزيد العيص”.
وأضاف “بدأ محمد مختار الشنقيطي يرد عليه، ما حدا بحماس للتدخل وإصدار بيان قالت فيه: إن جمعية وقف الأمة والإخوان في تركيا سرقوا نصف مليار دولار من أموال التبرعات لغزة”.
وكانت حركة حماس قد أصدرت بيانا في 27 جانفي الماضي، رفعت فيه الغطاء عن ثلاث مؤسسات هي “وقف الأمة” و”منبر الأقصى” و”كلنا مريم”، وعن مجموعة من الشخصيات هم سعيد أبو العبد (يزيد نوفل)، وفؤاد الزبيدي، وعبد الله سمير، وخلدون حجازي، وأحمد العمري، وزيد العيص.
وأشار بيان الحركة إلى أن هذه المؤسسات تم الاستحواذ عليها، وتقوم باستخدام تزكيات قديمة لجمع التبرعات “بشكل يضر بأهل غزة والقدس”.
شخصيات دينية وأخرى إعلامية عربية
كما لفت فرغلي إلى أن “وقف الأمة” تشرف عليها مجموعة من الشخصيات الدينية التي يقيم أغلبها في إسطنبول، وتنشط في التبرعات منذ عام 2013، واستطاعت أن تطلق أكثر من ألفي حملة جمع تبرعات خلال السنوات الماضية. لكن في ما يرتبط بحملتها الأخيرة التي أثارت كل هذا الجدل، ورد أن إعلاميين يعملون في إحدى القنوات الفضائية العربية شاركوا فيها، وقد تمكنت من جمع مبلغ 500 مليون دولار.
وحسب ما يظهر في مواد نشرت على مواقع التواصل سابقا وعلى منصات إعلامية مقربة من الإخوان المسلمين، تحظى الجمعية المذكورة بدعم شخصيات دينية وإعلامية معروفة محسوبة على الإخوان، وأن بعض القائمين عليها من جنسيات عربية بينها الأردن ولبنان، وهم الأسماء نفسها التي وردت لاحقاً في بيان حماس.
وقال الباحث المصري إن “آلية جمع التبرعات للدول الإسلامية التي تعاني صراعات وأزمات بمثابة وسيلة مهمة لتمويل التنظيم، وهي قضية في الأغلب تكون مركزية على مستوى التنظيم الأم. وعودة الاتهامات مجدداً من جانب محسوبين على حركة حماس يرجع لأن جمعية (وقف الأمة) بدأت حملات جديدة لجمع التبرعات بعيداً عن الحركة”.
العلاقة بين الإخوان وحماس.. فساد أم ابتعاد؟
وعلى الرغم من حجم المبلغ الضخم، إلا أن متخصصين في شؤون الحركات الإسلامية اعتبروا أن تنظيم الإخوان ليس بحاجة لهذا المبلغ، كونه يملك شبكة واسعة ومعقدة من المؤسسات المنتشرة حول العالم معنية بعمليات جمع مبالغ تفوق هذا المبلغ بأضعاف، وكلها مقصودة لتمويل أنشطة التنظيم.
وسبق أن اتهم مراقبون مقربون من حماس تنظيم الإخوان المسلمين بعدم الاستجابة لمطالب الحركة بضرورة توجيه الأموال والمساعدات إلى غزة، فضلا عن امتناع (التنظيم) عن القيام بدور فاعل أو أكثر دعما لها خلال الحرب على قطاع غزة.
يذكر أنه في تموز/يوليو الماضي، كشفت تحقيقات أمنية أردنية عن سلسلة من الأنشطة المالية وصفته بغير المشروعة، خاصة بتنظيم الإخوان المسلمين المحظور في المملكة.
وجاء في التحقيقات في حينه “الجماعة استغلت حرب غزة لجمع تبرعات بطريقة غير قانونية، دون أي شفافية في إعلان مصادر الأموال أو آليات إيصالها، ودون تنسيق مع جهات دولية أو إغاثية”.
التعليقات مغلقة.