مشروع المخبر الوطني للجينوم البشري في تونس: خطوة نحو الوقاية من الأمراض الوراثية وتعزيز السيادة الصحية

حلقة وصل- فريق التحرير

أكد الدكتور حاتم الغزال، المختص في علم الأجنة، اليوم الجمعاء، أن مشروع المخبر الوطني للجينوم البشري يندرج ضمن برنامج وطني متكامل يهدف إلى الوقاية من الأمراض الوراثية في تونس. وأوضح في تصريح للإذاعة الوطنية أن المشروع يرتكز على محورين أساسيين: الأول يهدف إلى تقليص عدد المواليد المصابين بالأمراض الوراثية من خلال الفحوصات الجينية قبل الزواج، والثاني يركز على الكشف المبكر عن هذه الأمراض في حال ولادة رضيع مصاب.

وأشار الدكتور الغزال إلى أن البرنامج يعتمد بشكل رئيسي على أطباء العائلة، الذين يلعبون دورًا محوريًا في توفير الشهادات الطبية قبل الزواج، والتي تشمل إجراء التحاليل اللازمة للوقاية من مخاطر الأمراض الوراثية. وأضاف أن المشروع، عند اكتماله ودخوله حيز التنفيذ، سيوفر تحاليل وراثية متطورة لمرضى المستشفيات العمومية، والتي كانت تُرسل سابقًا إلى الخارج، كما سيشمل مختبرات القطاع الخاص. ومن المتوقع أن يسهم المخبر في حماية الجينوم التونسي، مما يعزز السيادة الصحية الوطنية.

ويأتي هذا المشروع في إطار جهود وزارة الصحة لتعزيز البنية التحتية العلمية والصحية في البلاد. وكان وزير الصحة، الدكتور مصطفى الفرجاني، قد أشرف قبل يومين على جلسة عمل بمعهد باستور تونس خُصصت لمتابعة تقدم مشروع المخبر الوطني للجينوم البشري. وخلال الجلسة، أكد الفرجاني أن المشروع يُعد أولوية وطنية تهدف إلى تحقيق السيادة الصحية وتعزيز إشعاع تونس العلمي على المستوى الدولي.

ويُتوقع أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في المنظومة الصحية التونسية، من خلال تحسين الوقاية من الأمراض الوراثية، تقليص الاعتماد على المختبرات الأجنبية، ودعم البحث العلمي في مجال الجينوم، مما يعزز مكانة تونس كمركز إقليمي للعلوم الطبية.