حلقة وصل- فريق التحرير
صَدَر حديثا عن شركة لوغوس للنشر والتوزيع: جديد “مَوْتٌ واحد لا يكفي” (رواية) للدُكتور والمُفكّر والروائيّ مُصطفى الكيلاني.
“المَوْت” أو “الرَجُل صاحب الأنف الديكيّ يفتكُ بالراقصة الدبّابة” :
“لَمَّا تَنَاوَلْتُ كأسا مِنها أَحْسَسْتُ بِدوار خَافت كادَ يُرسلني إلى المغسل هُناك قريبا مِن طاولته. اشتدَّ بي الدوار وخفتُ أن أسقط فَتَمَالَكْتُ نفسي بِأن فتحتُ عينيَّ على مَكان شبهِ خالٍ إلّا مِن ثلاثَة رِجَال بِقَامات طويلة وسواعد مَفتُولَة وعازفِي الفرقَة يجمَعُونَ آلاتهم والرَاقصَة الدَبَّابَة تنقضّ على صاحب الوَجه الديكيّ وتَمْتَطِيه باشتِهاء مُومس عجيب. رأَيْته يُذعن لها في الأثناء ليحدث التَوَالُج على أشدّ ما يَكُون بِمَرْأَى الرِجال الثلاثَة والنادل وعازف الكمنجة المُخنّث الّذي اقتَرَبَ مِن الرَاقِصَة المُتهمّجَة وصاحب الأنف الديكيّ كَيْ يُشَاهد عن كثب اندِلاق اللّحم المُتَرهّل على صَلابَة الفُولاذ الذابح. حَاوَلْتُ أنا الآخر الاقتِرَاب مِنها بِلا جدوى لِأَنَّ الدوار بَلَغَ أَشُدّه، ووجدتني أسقط في دوَّامة جعلتني أَدُور حَوْل نفسي وأَدُور إلى أن تكثّرت وُجُوه الرِجَال الثلاثَة وعَازف الكمنجة المُخنّث والنَادل ومَشهد العناق غيْر المُتكافئ بَيْن الرَاقصة الدَبَّابَة وصاحب الوجه الديكيّ بِنَحَافته اللَّافتة للنَظَر وطاولات الحانة وكَراسِيها وأشيائها الأُخرى.
كدْتُ أسقط في هُوَّة بلا قَرَار لَوْ لا صرخة أَيْقَظَتني. فَتَحْتُ عينَيَّ لِأَنظر في اتِّجَاه العناق غَيْر المُتكافئ. تَرَاءَى لي صَاحب الأنف الديكيّ يخرج مِن تحت الرَاقصة البَدِينَة، وكَأَنَّه يستلّ سكِّينا مِن الخلف. بَدَا لِي أنَّها السكِّين ذاتها الّتي طعنَ بها الشَابّ الوديع. حَاوَلْتُ الالتِحَاق بِهِ قبل أن يُغادر المَكان، ولكنَّ قَدميَّ عاجزَتان عن التَحَرُّك، إذ سُرْعَانَ ما تعثَّرَتُ وسقطتُ أَرْضا، وكَأَنَّ النَادل وعَازف الكَمنجة المُخَنّث والرِجَال الثَلاثَة الغلاظ الشِدَاد أَسْرَعُوا إلَيَّ كي يحملُوني خارج الحانة ويُلقوا بِي في الطريق العامّ”.
صَدَر هذا العَمَل عن المطبعة المغاربيّة للطباعة والإشهار، بِغلاف أَنِيق جدّا مُتقن الصِناعة، وورق فاخر couché وعدد صَفحاته 166 صفحة، تُباع النُسخة الواحدة بِثمن 25 دينارا/20 دولار أمريكيّ أو ما يُعادلها في الخارج.
روايةٌ قيّمة بِأُسلوب سرديّ باذخ، تحملكُ إلى عالمٍ للغوْر في أعماق خباياه السحريّة.
وتتضمّن الرواية أربعة عَشَرَ فصلا.
التعليقات مغلقة.