حلقة وصل- فريق التحرير
أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم الخميس 29 ماي 2025، على اجتماع لمجلس الوزراء بقصر قرطاج، خصص لمتابعة الإصلاحات في المجال الاجتماعي والمؤسسات العمومية، ولبحث مشاريع الأوامر ذات العلاقة بالحوكمة وحقوق العمال، وخاصة ملف المناولة وعمّال الحضائر.
وأكد رئيس الدولة، في مستهل الاجتماع، أن الاستقرار الاجتماعي هو أساس خلق الثروة، مشددًا على أن المسار التشريعي الحالي يجب أن يتواصل بفكر “مناضل” يسعى لتحقيق مطالب الشعب، لا بمنطق “أنصاف الحلول”.
✳️ نحو إلغاء عقود المناولة
وفي خطوة جديدة، دعا سعيّد إلى أن يكون مشروع الأمر المتعلق بمنع المناولة في القطاع العام واضحًا، ويرتقي إلى انتظارات الشعب التونسي، مشيرًا إلى ضرورة حل شركة “الاتصالية للخدمات”، وإدماج الأعوان والعملة العاملين بموجب عقود المناولة في مواقع عملهم بصفة نهائية. واعتبر سعيّد أن هذه العقود تمثل شكلًا من أشكال “العبودية المقنّعة”.
كما جدّد تأكيده على ضرورة القطع مع الاقتصاد الريعي الذي لم يخلق ثروة حقيقية بل ساهم في خلق “نِسَب نموّ كاذبة مغلوطة”، حسب وصفه.
✳️ تسوية وضعيات عمال الحضائر
تم أيضًا التطرق مطوّلًا إلى وضعية عمّال الحضائر، وضرورة إيجاد حلول جديدة لمن عانوا من الفاقة والبطالة جراء سياسات إقصائية. وأوضح رئيس الجمهورية أن إيفاء العمال حقوقهم من شأنه أن يُنعش الاستثمار ويعزّز العدالة الاجتماعية.
✳️ إصلاح الصناديق الاجتماعية وتقليص الهياكل غير المجدية
كما تداول مجلس الوزراء في إمكانيات إصلاح الصناديق الاجتماعية وتطوير آليات عملها لاستعادة توازنها المالي، بالإضافة إلى تبسيط الإجراءات لبعث الشركات الأهلية بعد ما سماه سعيّد “ترذيلًا ممنهجًا” لهذا النموذج من قبل أطراف اقتصادية مهيمنة.
ودعا الرئيس إلى تقليص عدد المؤسسات العمومية غير المجدية، مع توجيه التمويلات نحو مؤسسات ناجعة ومردودية، تُمكّن من فتح باب الانتدابات في قطاعات حيوية.
✳️ مكافحة الفساد والدعوة للأمل
وختم سعيّد حديثه بدعوة إلى مواصلة الحرب على الفساد، معتبرًا أن الشفافية والعطاء دون حدود هما مفتاح الإصلاح الحقيقي، نافيًا ما وصفه بـ”خطاب الأزمة الممنهج” في بعض الأوساط، ومؤكدًا أن تونس تتوفر على كفاءات وثروات قادرة على إحداث التغيير.
وأضاف: “الشعب التونسي لن يستسلم ولن تحبط عزيمته، وسيأخذ الدنيا غلابًا”، في إشارة إلى استمرار الدولة في مشروعها السياسي والاجتماعي رغم التحديات
التعليقات مغلقة.