حلقة وصل- فريق التحرير
توقّع صندوق النقد الدولي أن تستقر نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي لتونس عند 1.4% خلال سنتي 2025 و2026، وفق ما جاء في تقريره الأخير حول آفاق الاقتصاد العالمي، الصادر أمس الثلاثاء على هامش اجتماعات الربيع السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المنعقدة في واشنطن.
وبيّن التقرير أن تونس تسير في اتجاه تقليص التضخم، حيث يُنتظر أن تتراجع نسبته من 7% سنة 2024 إلى 6.1% في 2025، رغم توقعات بارتفاع طفيف إلى 6.5% سنة 2026. كما رجّح التقرير توسّعًا طفيفًا في عجز ميزان المدفوعات الخارجية، الذي قد يرتفع من 1.7% من الناتج المحلي في 2024 إلى 2.7% في 2025 و3% في 2026.
ورغم أن نسب النمو المتوقعة لتونس تبقى دون المعدّل الإقليمي للدول المستوردة للنفط، والذي يبلغ 3.6%، إلا أن تونس تُعد من أقلّ البلدان تضخمًا في هذا السياق، حيث يُتوقع أن تصل نسبة التضخم في تلك الدول إلى 12.4% سنة 2025.
وتُظهر هذه المؤشرات قدرة الاقتصاد التونسي على الصمود نسبيًا أمام الضغوطات العالمية، مدعومًا بنمو قوي في القطاع الفلاحي الذي سجّل زيادة بـ 12.1% في القيمة المضافة بنهاية 2024، رغم التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة والمناجم، خاصة مع تراجع النشاط في استخراج النفط والغاز بنسبة 16.9%.
وكان المعهد الوطني للإحصاء قد أفاد بأن الاقتصاد التونسي سجل نموًا بنسبة 1.4% خلال سنة 2024، مقارنة بتوقعات سابقة من الحكومة التي راهنت على نسبة 1.6%. كما قام صندوق النقد في أكتوبر الماضي بمراجعة تقديراته من 1.9% إلى 1.6%، مع الحفاظ على هذه النسبة لسنة 2025 وتوقّع مسار تنازلي تدريجي إلى غاية سنة 2029.
مشاركة تونسية فاعلة في اجتماعات واشنطن
وتشارك تونس بوفد رسمي في اجتماعات الربيع السنوية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين التي تُعقد من 21 إلى 26 أفريل الجاري بواشنطن، برئاسة وزير الاقتصاد والتخطيط، سمير عبد الحفيظ، بصفته محافظ الجمهورية التونسية لدى البنك الدولي.
وتتناول الاجتماعات هذا العام قضايا محورية في الاقتصاد العالمي، من بينها تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الاستقرار المالي، والتحديات المتعلقة بالدين العام، والضغوط على قطاع الشركات في ظل ارتفاع نسب الفائدة، إضافة إلى موضوعات تعبئة الإيرادات وتحفيز الاستثمارات المناخية.
ومن المنتظر تنظيم مؤتمر “الراصد المالي” اليوم الأربعاء، إلى جانب مؤتمر صحفي مرتقب للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا غدًا الخميس، إضافة إلى اجتماعات تهم منطقتي آسيا والشرق الأوسط، وكذلك مؤتمر لمجموعة العشرين بحضور كبار المسؤولين الاقتصاديين والماليين في العالم
التعليقات مغلقة.