حلقة وصل _ فريق التحرير
عدد من المهاجرين الأفارقة العالقين في تونس أمام مقرّ المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين رافعين شعار “إجلاء إجلاء”.
وتداول نشطاء على منصّات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عددا من المهاجرين الأفارقة يطالبون المفوّضية بإجلائهم فورا من تونس، بسبب انعدام الأمن على حياتهم.
يأتي ذلك بالتزامن مع مرور سنة على بلاغ رئاسة الجمهورية إثر اجتماع مجلس الأمن القومي حول وضع المهاجرين.
والذي اعتبر وجودهم “ترتيبا إجراميّا تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافيّة لتونس”.
و قالت عدّة منظمات حقوقيّة في بيان مشترك، إنّ رئاسة الجمهورية ما تزال متمسّكة بهذه القراءة العنصرية. وترفض سحبها من نص البلاغ المنشور على المحامل الإلكترونية الرسمية.
وأشار البيان إلى الخطاب وما تلته من ممارسات استهدفت حصرا المهاجرين من ذوي البشرة السوداء، ولم يسلم من الانتهاك اللاجئون وطالبو اللجوء.
كما لم يسلم الطلبة والعمال المهاجرون الموجودون في تونس بطريقة نظامية والأطفال غير المصحوبين والنساء.
وتم تنميط صورة المهاجرين ووصمهم وتجريم وجودهم في تونس.
ولفتت المنظمات إلى الكلفة السياسية والأخلاقية الباهظة لهذا الخطاب التي تظهر بوضوح اليوم.
وقالت إنّ السلطات التونسية أصبحت رمزا للمقاربات التمييزية ضد المهاجرين.
وانضمت بذلك -وفق تقديرها- إلى السياسات اليمينية المتطرفة في أوروبا التي تنشر الخوف من المهاجرين.
وبيّنت أنّها اتخذت سياسات السلطات التونسية ذريعة لمزيد انتهاك حقوق المهاجرين التونسيين في أوروبا والعمل على التضييق عليهم وطردهم.
وأشار البيان المشترك إلى تواصل الحملات التحريضية العنصرية ضد المهاجرين من خلال تنميط صورتهم.
بالإضافة إلى تقديمهم على أنّهم تهديد أمني وصحي ووجودي وتبرّر لطردهم وحرمانهم من الخدمات الأساسية.
وأضاف: “لا يمكن اعتبار الخطاب المعادي للمهاجرين من ذوي البشرة السوداء وجهة نظر أو حرية تعبير”.
بل تعتبرها جريمة بموجب القانون عدد 50 المتعلّق بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري”.
ودعت المنظمات رئاسة الجمهورية إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء خطاب الكراهية والعنصرية في البلاد، إضافة إلى حماية المهاجرين من العنف، والتحقيق في أعمال العنف المبلّغ عنها، وضمان الوصول إلى العدالة والإنصاف للضحايا.
وأكّد الموقّعون على البيان أنّ الوضعية الإدارية للأشخاص لا تعتبر بأيّ حال من الأحوال عرقلة من أجل الولوج إلى الحقوق الأساسية.
التعليقات مغلقة.