هل بقي للجزائر دور تلعبه في النيجر لاحتواء الأزمة؟
كمال بن موسى/”حلقة وصل”
تسارع الجزائر الزمن وتتحرك في كل الاتجاهات من أجل إيجاد حل يحفظ مصالحها، في وقت تعددت المبادرات وتضاعفت التدخلات الخفية، الأمر الذي جعل حالة الترقب سيدة الموقف بين انفجار في أية لحظة وظهور المجلس العسكري بمقترح ينهي الأزمة في البلاد.
وبينما يرى المراقبون أن الانقلاب العسكري الذي شهدته في النيجر في جويلية الماضي فاجئ الجزائر، تؤكد جهات عليمة أن عدد من قادته تدبوا في الجزائر، وعليه فإن التحرك ضد الرئيس النيجري المعتقل محمد بازوم كان تحت نظر الجارة الشمالية، وبالتالي فإن حل الأزمة يمر حتما على الجزائر التي تتحمّل بعض التداعيات لا سيما فيما تعلق بتأمين الحدود.
ويؤشر تقديم الولايات المتحدة الأميركية أوراق اعتماد سفيرتها لدى النيجر، كاثلين أ. فيتزجيبون، تزامنا مع تواجد وزير الدفاع في حكومة المجلس العسكري للنيجر بالجزائر في زيارة خفية، وانتقال وفد عسكري جزائري إلى واشنطن، وتنقل الملك محمد السادس في زيارة إلى الإمارات، على صراع صامت قد يحدث ضجيجا يهز منطقة الساحل وشمال إفريقيا لا يخفت دون خسائر.
وحسب ما تحصلت عليه “حلقة وصل” فإنه تم الاتفاق مع وزير الدفاع النيجري خلال تواجده بالجزائر على حماية الجيش الجزائري لمشروع أنبوب الغاز النيجيري في شقه المار بالنيجر في ظل الاوضاع الهشة التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب على الرئيس بازوم في جويلية الماضي، كما تم التفاهم بشأن تمويل الخط من طرف الجزائر، وأضافت المصادر أنه ومن أجل الانطلاق في تنفيذ ما تم الاتفاق حوله، استقبل الرئيس تبون رئيس البرلمان ابراهيم بوغالي، في سياق التحضير لعرض تدخل القوات الجزائرية خارج الحدود على نواب الشعب وفق ما ينص عليه الدستور في تعديله الأخير بأن الجيش يتدخل خارج البلاد بموافقة البرلمان.
وأوضحت ذات الجهات أن التحرك يتم بالتوافق مع واشنطن التي تكون قد اعترفت بالإنقلابيين بعد تقديم سفيرتها لأوراق اعتمادها لسلطات نيامي، إذ من المنتظر أن تعوض الولايات المتحدة الأمريكية التواجد الفرنسي في البلاد، لا سيما فيما تعلق باستغلال مناجم اليورانيوم ومحاربة الجماعات الإرهابية، وذلك بتسهيل من الجزائر التي لها امتداد في المنطقة، وأبرزت أن تحرك الجزائر يأتي لمنع حدوث التطبيع بين نظام الرئيس بازوم وإسرائيل برعاية فرنسية في سياق محاصرة الجزائر، حيث تعمل باريس على إفشال خط أنبوب الغاز النيجيري الجزائري بدعم من الإمارات مقابل تسريع وتيرة إنجاز الخط النيجيري المغربي.
التعليقات مغلقة.