حلقة وصل _ خاص
أتأثّر بالتجارب الفنّية المحيطة بي شرط أن يكون تأثري إيجابيا والفاضل الجعايبي هو المعلّم والصّديق والاخ والأب…
اختار خوض تجربة مسرحية عربية دفعته إلى طرق جديدة ومختلفة، غادر مؤسسة المسرح الوطني وفي ذاكرته رحلة عطاء عميقة وأداء متفرّد وخاص ورست سفينته بالكويت مع مسرح الفنان العالمي سليمان البسّام …
هو الممثل والمخرج أسامة الجامعي الذي عمل لسنوات طويلة مع المسرحي الكبير الفاضل الجعايبي (في إدارة الإنتاج أساسا) وهو يخوض اليوم تجربة عالمية: عين على العالم وأخرى تتابع بشغف ذكريات ومواقف لا تنسى في بلده تونس…
كيف للمبدع أن يحقّق رهانات جديدة تمثيلا وبحثا وإدارة للإنتاج وألا يغفل عن تحصيله الإبداعي والمعرفي السابق…كيف يوفّق بين الضفّتين؟
بين هذا وذاك كنا معه في لقاء لموقع “حلقة وصل”…والتفاصيل ضمن الورقة التالية..
-بين التحصيل العلمي والإصرار على صفة “الفنان الرّحال” تطأ قدما الممثل والمخرج أسامة الجامعي عالما جديدا واختيارا مختلفا، السفر إلى الكويت والتعامل مع عالم إبداعي مختلف: كيف تقيّم الى حدّ اليوم مدى توفقك في تجربة العمل مع الفنان سليمان البسام؟
بالرّجوع للتّقييم الذاتي، أظنّ أنّنا وفّقنا في هذه التّجربة بنسبة كبيرة، إذ من السّهل ملاحظة الاضافة من خلال عدد الجولات والعروض الدولية المنجزة وعدد الجماهير المشاهدة للعروض فنجاح العمل المسرحي عموما وكما تعلم يعتمد على نتائج وأرقام وأظنّ أننا وفّقنا في هذا.
-ما الجديد في انشغالك بالتحضير للدكتوراه؟
أخذت منّي رسالة الدّكتوراه الكثير من الوقت والجهد والبحث، لذلك أسعى لإتمامها هذا العام رغم التشتّت بين العديد من الالتزامات المهنية الأخرى الذي جعل من الصّرامة الأكاديميّة أمرا صعبا.
-وهل تعتبر هذه الخطوة مثرية بالنسبة لك كممثل ومخرج ومدير انتاج؟
في رأيي، طالما أنا موجود فإنّ كلّ خطوة في الحياة هي مثرية بالضّرورة، ولو تكون إلى الوراء. تجربة التّمثيل وادارة الانتاج مرهقة وممتعة في ذات الوقت، فالممثّل يرى في نفسه الأجدر بإدارة الانتاج ومدير الانتاج يرى في نفسه قادرا على التمثيل، وأن تقوم بهما الاثنين فتلك غاية تدرك. بالنسبة للإخراج، فقد كانت لي تجارب بسيطة وأعتبر أنّه هدف مؤجل إلى حين.
-أسامة الجامعي هل سافرت الى الكويت وأنت تحمل معك شيئا من الفاضل الجعايبي بصفته رفيق درب طويل في التعامل الفني وحتى الإنساني؟
طبعا، تجربتي مع الفاضل أضافت الكثير إلى حياتي سواء كان ذلك على المستوى المهني أو الإنساني. تعلّمت منها الكثير كذلك، كما ساهمت بشكل كبير في جعلي ما أنا عليه اليوم.
الفاضل الجعايبي هو المعلّم والصديق والأخ والأب وفضله عليّا كبير.
إلى مدى أنت من المتأثرين بمن تتعامل معهم مهنيا؟
طبعا أتأثر بمن أتعامل معهم لأنّني لا أؤمن بالجمود وحسب رأيي فإنّ أيّ انسان يتأثّر آليّا بكلّ ما يتعامل معه وبمن يتعامل معهم بما في ذلك مهنيّا.
أحاول قدر المستطاع أن تكون مرجعيّات من أتأثّر بهم إيجابيّة.
-كيف يمكن لك أن تكون مؤثّرا وليس متأثّرا فنيا؟
ما يهمّني أكثر هو أن أكون صادقا فيما أفعل ومفيدا للآخرين من خلال تجاربي المهنيّة وأعتقد أنّ التأثّر والتأثير مرتبطان ببعضهما البعض فرفرفة جناح فراشة في الصّين يمكن أن تؤدّي إلى إعصار في أمريكا.
-ما هو الجديد الذي تشتغل عليه في هذه الفترة؟
سأستغلّ عطلة نهاية العام بتواجدي في تونس لطباعة ونشر كتاب هو دراسة أنثروبولوجية ثقافية حول احتفالات الزنوج في الجنوب الشرقي التونسي، كما سأكون موجودا في لجنة تحكيم اختيار ملكة جمال تونس والتي ستمثّل تونس في مسابقة ملكة جمال العالم واقامة تربّصات ومواكبة العروض المسرحية.
-هل يمكن أن نرى لك أعمالا سينمائية مستقبلا؟
طبعا تستهويني السّينما كممثّل ولا أعتقد أنني سأتردّد لحظة في خوض التّجربة لو أتيحت لي الفرصة المناسبة.
-ماذا عن حضورك في أيام قرطاج المسرحية؟ وكيف تقيّم مشاركة المسرح الوطني في هذه التظاهرة؟
رغم عدم توجيه دعوة رسميّة لي، فأنا حريص على مواكبة فعاليّات مهرجان أيّام قرطاج المسرحيّة لذلك سأكون متواجدا بتونس خصّيصا لمشاهدة الأعمال المسرحيّة الجديدة.
أمّا فيما يخصّ تقييمي لمشاركة المسرح الوطني فأنا صدقا أشعر بالحزن لغياب شعار المسرح الوطني من معلّقة مهرجان أيام قرطاج المسرحية بعد أن كان المسرح الوطني المؤسّس والمنظّم لهذه الأيّام ثمّ الشّريك الفاعل لنصل اليوم لغيابه عن المسابقة وحضوره الباهت بعمل وحيد.
وأعتقد أنّ وضعيّة المسرح الوطني اليوم بعجز الدولة عن تعيين مديرعام لمؤسّسة عموميّة لسنتين يلخّص وضع البلد ووضع المسرحيّين ويعرّي أنانيّتنا.
التعليقات مغلقة.