عصام الشابي : صراع رئيس الدولة السياسي تحوّل لديه إلى أولويّة الأولويّات ولو كان ذلك على حساب إستقرار البلاد
حلقة وصل- فريق التحرير
قال الأمين العام للحزب الجمهوري “ان رد رئيس الجمهورية مشروع تعديل قانون المحكمة الدستورية الى البرلمان,من الناحية الدستورية, حقا مطلقا يكفله الدستور لرئيس الجمهورية لرد اي مشروع قانون الى مجلس نواب الشعب لقراءة ثانية تستوجب لتمريره مجددا المصادقة عليه باغلبية معززة (131 نائبا بعد ان كانت في القراءة الاولى ب109 نائبا) ،و من هذه الناحية فانه لا يمكن مناقشة قرار الرئيس الذي يكفله له الدستور “.
وأشار الشابي في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”, أنّه من الناحية السياسية يمكن قرائته كالتالي: “من بين اهم التبريرات التي قدمها الرئيس في مكتوب الرد الذي وجهه الى رئيس مجلس نواب الشعب هو الاشارة الى الفقرة الخامسة من الفصل 148 من الدستور و الذي ينص على ارساء المحكمة الدستورية في أجل سنة من اجراء الانتخابات ( التي تمت سنة 2014) ،علما و ان الرئيس لم يقم بالطعن في دستورية التعديل وفق ما يخوّله له الفصل 120 من الدستور ، و بالتالس تبقى هذه الاشارة الى الفصل 148 دون معنى اللهم الا اذا كان الرئيس لا يرى امكانية ارساء المحكمة الدستورية مطلقا بعد تجاوز الاجال الدستورية او ان الامر يستدعي تعديلا دستوريا لتغيير تلك الاجال،و كان الاجدر به في هذه الحال إستعمال حقه في الطعن أمام هيئة مراقبة دستورية مشاريع القوانين ، و هو ما يعني سياسيا رفضه لاستكمال بناء الهيئات الدستورية و تحويل حالة الفراغ الى أمر واقع يحاول تطويعه لفائدته في صراعه السياسي الذي يبدو انه تحول الى اولوية الاولويات لديه و لو كان ذلك على حساب استقرار البلاد و تقدمها في مسار الانتقال الديمقراطي.
وأضاف الشابي “و مما يعزز هذه الخشية هو انه من خلال هذا الرد فان رئيس الجمهورية يأمل في بقاء قانون المحكمة الدستورية على حاله و هو يعلم ان مجلس نواب الشعب الحالي (و الذي سبقه أيضا) فشل في توفير نصاب ال145 نائبا الا لمرشحة وحيدة ، و هو يرغب تبعا لذلك استمرار الحال على ما هو عليه و بقاء البلاد دون محكمة دستورية رغم أن إرساءها شكل مطلبا للحركة الديمقراطية على امتداد عقود من الزمن” .
وتابع في ذات التدوينة” باعتبار ان المصادقة على مشروع التعديل ،موضوع الرد، تمّ بما يشبه الاجماع : غياب اي اعتراض و تسجيل تحفظات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة … فان الامل يبقى قائما في احترام الاجراءات الدستورية و حق الرئيس في اعادة مشروع القانون لقراءة ثانية و المصادقة عليه مجددا بالاغلبية المعززة ( 131نائبا) و المرور سريعا الى تركيز المحكمة الدستورية لتنهض بدورها الحيوي في البناء الديمقراطي التونسي”.
التعليقات مغلقة.