حلقة وصل _ ليلى السالمي
عابرون إلى الدنيا
كأنهار متلألئة رقراقة…
نتوزع كما صفحات بيض…
كغيوم شفافة رقيقة…
ننفخ من صور أزل بعيد
لنتداعى على أرض معيقة،
وتأمرنا صفعة اليوم الأول للميلاد
ان نفقد الذاكرة والحقيقة…
أعيننا ينتهكها ظلام عسير
نتلمس مسالك الضوء في ذواتنا
ونستنير ببقايا حلقات النور،
من أعيننا الغريقة…
ماذا بقي من أجنحتنا البيضاء؟
غير ظهور ملساء حليقة…
ماذا بقي من حريتنا؟
من ذواتنا المحلقة الرشيقة؟
غير أجساد مثقلة ممغنطة،
بالأرض لصيقة…
نرفع أعيننا فتهولنا حجب سميكة…
نسير على الارض في ذهول ووجوم،
فيدمينا شوك قديم،
نتعثر ببقايا ناتئة…
عواسج، أوحال، مياه آسنة،…
وفي منعطفات الحياة المجحفة،
نخوض الأنواء
ونسلك ألف طريقة…
علنا نمسك اسباب الفرح
علنا نلمس خيط سعادة…
سعادة خاطفة كوسن البرق…
ونسبح ما بين خلجان القلق،
وشجون الأرق، والحيرة المستفيقة…
تطغى قلوب الصوان،
وتذل وتشقى القلوب المحبة الرقيقة…
يغزو مفارقنا الشعر الأبيض، كبياض ثلج،
كفجر منبلج من غسق الليل…
إعلان براءة…
يعمدنا بنقاء الفطرة…
تدور عقارب الساعات في حدقة الأيام
تفك العرى الوثيقة…
نأخذ رزنامة كدوامة الحاوي
لننزع يوما بيوم…
ونعلم أنا غدا نازعو ما تبقى…
تندثر الأيام في ربقة السنين،
تمضي الأعوام نتلمسها دقيقة دقيقة،
وبين تيارات الحياة نرهق ننهك…
نتناسى تفاهتها،
الى أن يأخذنا دوار فوسن مريح
فننطوي كتابا اثقلته دفات عريقة…
ننفلت من بين صفحاته،
شذرات نور الى أزل الحقيقة….
التعليقات مغلقة.