بقلم : ريم قمري
في خطوة ديبلوماسية وانسانية أجمع أغلب المراقبين السياسيين، أنها تحسب لرئيس الجمهورية السيد قيس سعيد، أرسل هذا الأخير بعثة طبية تونسية تضم 7 أطباء وممرضين، بهدف دعم البلد الذي يعاني من تفشي فيروس كورونا المستجد، رغم “تواضع الإمكانيات” الصحية التونسية، وفق ما ذكر بيان لرئاسة الجمهورية التونسية، ورغم النقص الفادح الذي تعاني منه المستشفيات التونسية، من أجهزة وحتى من أطباء، مما اضطر وزارة الصحة الى توجيه دعوات للأطباء المتقاعدين بالانضمام للمساعدة وتعزيز المجهودات في مواجهة جائحة كورونا.
وينتمي الأطباء والممرضون المتطوعون إلى الجهاز الطبي العسكري، وهم متخصصون في الإنعاش والتخدير والأمن البيولوجي. الديبلوماسية التونسية وازمة كورونا ارسال بعثة طبية تونسية الى ايطاليا تحديدا في هذا الوقت وهذا الظرف، هو دليل على حنكة ديبلوماسية كبيرة خاصة ان ايطاليا كانت دائما الجار الاقرب جغرافيا، جار لدود بمعني ما، صحيح تجمعه مع تونس اواصر صدقة كبيرة، ولكن يوجد دائما هناك نوع من الحرب الخفية وغير المعلنة حرب السواحل بشقيها، الاول حرب على استغلال الثروة السمكية من ناحية، وهو ما يجعل السواحل التونسية كانت دائما مهددة بالاستغلال الايطالي لها علنا وفي الخفاء، والهجرة السرية من ناحية اخرى حيث شكلت تونس المركز الاساسي الذي تنطلق منه قوارب الهجرة السرية نحو ايطاليا باعتبارها بوابة نحو اوروبا بالنسبة لسكان شمال افريقيا وحتى بلدان جنوب الصحراء.
من ناحية اخرى وكما بينت وزارة الخارجية التونسية في بيان رسمي لها، إن إرسال البعثة يأتي “ضمن ما دعت إليه تونس من اعتماد مقاربة شاملة تكفل توحيد الجهود على المستوى الدولي لمحاربة الوباء، واستجابة لطلب رئاسة مقاطعة لومباردية الحصول على دعم الدول الصديقة.” وتجدر الاشارة أن السلطات الايطالية سجلت يوم السبت الفارط، 619 وفاة جديدة، مقارنة بيوم الجمعة حيث سجلت 570 حالة وفاة، كما زاد عدد المصابين بفيروس كورونا، بلغ 4696 حالة جديدة، بعد أن كان العدد في اليوم السابق 3951 وان تراجعت الأرقام نسبيا مقارنة بالذروة التي وصلت إليها في أواخر مارس، لكن الأعداد اليومية لم تتراجع بنسق سريع مثلما كان يأمل الإيطاليون القابعون تحت إجراءات عزل مشددة منذ شهر. الوفيات 19468 بلغ عدد منذ ظهور أول حالة في ايطاليا والى حدود يوم 21 فيفري المنصرم.
كفاءات طبية تونسية و كان قنصل تونس بمدينة ميلانو الإيطالية نصر بن سلطانة، ٍأكد في تدوينه على حسابه أنّ البعثة الطبية التونسية إلى إيطاليا ”أبهرت” الإيطاليين خلال عملها بميلانو وأضاف قنصل تونس: ”كفاءات متميزة وقرار رئاسي ستكون له بالتأكيد تبعات جد إيجابية على واقع العلاقات التونسية الايطالية ومع مقاطعة لمبارديا خاصة وأنها أكثر المقاطعات الإيطالية تطورا والأغنى في أوروبا”. خطوة ديبلوماسية تعتبر جيدة وهي لبنة في بناء علاقات جدية وناجحة مع دول الجوار، خاصة من يجمعنا معهم الجغرافيا والتاريخ، وايضا دون ان ننسى ان ايطاليا تضم عددا كبيرا من الجالية التونسية المقيمة هناك، وتبقى خطوة هامة سيكون لتونس فيها مكانة مشرفة في النظام العالمي الجديد فيما بعد جائحة كورونا.
التعليقات مغلقة.