أوذنة ، سفيطلة، ودقة ، حلقات وصل مع التاريخ !
حلقة وصل _ اسيا تويتي
فاجئتنا اليوم الزميلة والصديقة العزيزة جميلة بنور ، خلال الزيارة الميدانية التي نظّمتها وكالة إحياء التّراث والتنمية الثقافية تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع المعهد الوطني للتّراث لموقع أوذنة الأثري بالخليديّة، لفائدة الصحفيين ، بحفاوة الاستقبال وحسن pالتنظيم لهذه الزيارة التي أتاحت لنا التعرف على ثروة أخرى من ثرواتنا التراثية .
لم أكن أعرف أن للقهوة طعما مميزا حين تشربها بأعلى درج من معبد الكابيتول بهذه المدينة التاريخية المنسية نوعا ما …
في طريقنا إليها اخترت والصديق معز العاشوري في الحافلة الحديث عن إمكانية أن تتحول أوذنة إلى مدينة تستقطب المهرجانات الصوفية أو الموسيقية أو المسرحية الراقية لكنني في الآن ذاته كنت أطالع ما كُتِبَ على هذا الطريق من تواريخ تجعل منها أميرةً في الذاكرة اليوم قبل الغد …
تاريخٌ كتبهُ أبناؤها ولحسن الحظ أن وزارة الشؤون الثقافية ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية لم تتَوَانَيَا عن طباعة هذه المدينة في أذهاننا.
لخصت لي تجربة اليوم ثلاث زيارات مهمة قمت بها في حياتي المهنية: الأولى كانت وستتكرر للموقع الأثري بسبيطلة -مسقط رأسي- التي كانت مفترق طرق مهم في التخطيط الروماني القديم ولازالت تشكل ممَرّاً لنقل المنتوجات الفلاحية إلى حاجب العيون وجلمة شرقا و كبسا جنوبا وسليوم غربا و سيفاس شمالا.
الثانية كانت مع أستاذي عبد القادر الجديدي، رجل الثقافات المتعددة، إلى منطقة دقة خلال سنوات الدراسة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار ….
أما الزيارة الثالثة فهي زيارة الحادي والعشرين من فيفري سنة 2020 لمنطقة أوذنة والتي أعتبرها محفوظة بالعناية الآلهية والملائكية … وخاصة “ملائكة الحب الصيادة ” ..
فقد استطاعت هذه الحسناءُ أن تصطادنا …
لقد اسضافتنا عائلة” لابيري “بمنزل ذو حدين فبقدر دفئه لم يسمح لنا بالمكوث طويلا مع الآلهة “فينوس”..
تذكرنا اليوم رجلا يدعى الحبيب بلحسن وبكته جميلة وبكيناه ونحن لا نعرفه، وقد كان هذا الرجل الذي ساهم في تخليد ذكراه بجدران معبد الكابيتول ، قاطرتي لأجمع بين مدينة بالوسط الغربي للبلاد وأخرى في شمالها …
كلاهما ثروة …كلاهما تاريخ … وهما حلقتي وصل … لاتنفصلان عن المواقع الأثرية العشر التي لدينا بتونس :قرطاج ، سبيطلة، الجم، دقة، أوذنة، أوتيك، تابسوس، حيدرة، كركوان ، بلاريجيا…
ومادمنا نحيي تاريخها ونحفظ ذاكرتها فإن هذه المواقع ستظل سدنا المنيع ضد الفرقة والنسيان..
ماأجل هذه البلاد وما أعظم تاريخهها.. !
التعليقات مغلقة.