بعد ارساله “مرتزقة” و “ارهابيين”…استنفار عسكري جزائري على الحدود لمواجهة “طيش” اردوغان في ليبيا
الجزائر : علي ياحي
دفع التصعيد بين الفرقاء الليبيين، الجزائر، الى اعلان حالة طوارئ قصوى على حدودها الشرقية، متخذة عديد الاجراءات لمواجهة التهديدات القادمة من الجارة ليبيا و بشكل اقل تونس، وزادت مخاوف الجزائر بعد ارسال تركيا لمقاتلين الى طرابلس و مصراتة كثر الحديث بشأن هويتهم، بين سوريين واتراك و عناصر ارهابية.
استنفرت الجزائر قواتها العسكرية على حدود ليبيا وتونس منذ اعلان اللواء خليفة حفتر بداية تحرير طرابلس، ومع تصلب مواقف طرفي النزاع و تبادل الاتهامات حول التدخل الاجنبي، اصبح الوضع ينذر بحرب اهلية تهدد شظاياها دول الجوار بالفوضى، و جاءت تصريحات رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، الذي ابرز انه وصل آلاف المقاتلين الأجانب الذين يدعمون حكومة الوفاق إلى طرابلس، بدعم من دولة أجنبية لم يسمّها، بالاضافة الى التفاصيل المتواترة من ليبيا بخصوص ارسال تركيا “مرتزقة” و “دواعش” للقتال في ليبيا إلى جانب قوات المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج، لتؤكد حجم التخوف من المستقبل.
ومن اجل مواجهة التهديدات القادمة من ليبيا، أكد الرئيس الجزائري بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع، عبد المجيد تبون، على ضرورة تطوير قدرات الجيش في ظل التحديات الأمنية المستجدة في دول الجوار، بهدف تأمين مناطق المنشآت الصناعية والاقتصادية والطاقوية الحيوية لاسيما في الجنوب الكبير، مشددا على تعزيز القدرات الدفاعية كلما زاد تدفق السلاح في مناطق التوتر المحيطة بالحدود، و كشف عن تعزيز تشكيلات الحماية وتأمين كافة الحدود بعتاد وتجهيزات متطورة خاصة في مجالات الاستطلاع والحرب الإلكترونية بما يضمن الكشف المبكر عن أي تهديد مهما كان نوعه ومصدره.
و ضاعفت الجزائر من تعداد عسكرييها على مستوى الحدود مع ليبيا و النيجر و مالي، وبدرجة اقل تونس، ودفعت بعدد كبير من طائراتها و مدرعاتها الحربية، باتجاه المناطق المحاذية لدول الجوار الشرقية و الجنوبية، حيث عرفت مطاراتها العسكرية نشاطا كبيرا من خلال الطلعات الجوية الكثيفة و المتواصلة، كما سخرت الطائرات المسيرة بشكل لافت في عمليات المراقبة والمسح، وبحسب عديد المصادر فانه تم تنشيط الخلايا الاستخباراتية.
و تستخدم الوحدات العسكرية الجزائرية المرابطة على الحدود مع ليبيا ومالي، طائرات بدون طيار خلال مختلف التدريبات والمناورات، واخرها بحضور قائد الاركان بالنيابة سعيد شنقريحة، حيث و بعد عمليات استطلاع و اكتشاف مجموعة معادية تحاول التسلل إلى منشأة طاقوية، قامت الطائرات بدون طيار بقصف هذه المجموعة، وبالموازاة مع ذلك يتم انزال قوات خاصة بواسطة الحوامات بغرض محاصرة المجموعة المعادية والقضاء عليها.
ان مخاطر انتقال عناصر داعش الارهابي الى ليبيا لا يهددها وحدها فقط، وإنما جوارها الإقليمي الذي بات امام تحديات امنية تستدعي الامكانيات المادية و العسكرية الضخمة، خاصة أن عناصر التنظيم الارهابي التي وصلت المنطقة تحمل جنسيات ليبية وتونسية و افريقية، ما يجعل التعاطي مع الوضع صعبا جدا، و في حين تمكنت قوات اللواء خليفة حفتر من تطهير الشرق من الارهابيين، تبقى المنطقة الغربية المتاخمة للحدود الجزائرية والتونسية تعاني من تدفق الارهابيين من الشام.
التعليقات مغلقة.