حلقة وصل _ فريق التحرير
“أنا سوريّة ولكنني ابنة تونس، أنا الفايا التي احتضنتني أميرة المتوسّط تونس الخضراء، فشكرا لكلّ الحبّ الذي غمرتموني به دون شرط أو حدّ” هكذا استقبلت الفنانة السورية فايا يونان جمهورها الذي لم يخذلها في سهرة الخميس 06 فيفري 2020 وحضر بأعداد غفيرة بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة ليسمعها ويغني معها ضمن اختتام الدورة الثانية للمهرجان العربي للموسيقى الملتزمة الذي تنظمه دار الثقافة ابن رشيق تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية و الذي وقع إهداءه لروح الشهيد المناضل شكري بلعيد ونحن نحيي الذكر السابعة لاغتياله. اعتلت فايا يونان ركح مسرح الأوبرا وكانت هي وجمهورها جاهزين ليبرهنوا على الحب الذي تجلّى بكل معانيه في الكلمات التي انتقتها لأغانيها وبالعبارات التلقائية التي خاطبت بها الجمهور…
هي الفنانة الأولى التي تحصلت على تمويل من الإنترنت لتقوم بإنتاج أغنية “أحب يديك”، والتي جعلتها تدخل موسوعة غينيس كأول فنانة عربية تحصل على تمويل جماعي عبر الإنترنت. قدّمت الفنانة السورية مجموعة من أغانيها القديمة والجديدة بصوتها القوي متعدّد المساحات بالفصحى والعامية السورية والعامية التونسية، بحضور لافت وابتسامة لم تفارقها وغنّت “يا قاتلي” و”حب الأقوياء” و”غنّي إذا أنت غنّي” و”هلاليليا” و”لماذا تحاول في الحب قتلي” و”أحبّ يديك” وأغان أخرى تخلّلتها مفاجأة كانت فيها فايا كريمة جدا في حبّها لتونس فغنّت “السّاحرة” للعملاقة عليّة والعظيم جعفر ماجد كما غنّت للرائع لطفي بوشناق “ريتك ما نعرف وين”.
غنّت فايا لبغداد وحيّت فلسطين ووجهت سلاما للبنان سوريا وكل الأوطان، فمن “نحبّ البلاد” كلمات الشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد إلى “لي في حلب ورد الأقاح، خدّ من الياقوت والتفاح” ولكن التفاعل الحميمي مع جمهور مسرح الأوبرا كان العنوان الأبرز لحفلها الأول على ركحه، حيث حادثته وداعبته وأسرّت له في أكثر من مناسبة عن عميق حبها له.
الفتاة شديدة الجمال هو المعنى لاسم فايا في اللغة السريانية، والجمال هو العنوان الامثل لسهرة اختتام المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة في دورته الثانية، سهرة أحيتها فنانة متفرّدة بحضور متميّز جمعت بين جمال الشكل والذوق والحس الفني غنّت للمعاني الإنسانية النبيلة لتكون خير اختتام لمهرجان تراوحت فيه السهرات بين الكلمات المصرية، الفلسطينية، السوريّة والتونسية لتلتقي جميعها في خانة الأغنية الملتزمة.
التعليقات مغلقة.