لولا اسرائيل
بقلم : باسل ترجمان
بعد ان القى الرئيس الامريكي دونالد ترامب بما اسماه «صفقة القرن» في ميدان الفلسطينيين واشقائهم العرب، عُقد اجتماع لوزراء الخارجية في القاهرة للبحث عن رد عربي موحد وحاسم في مواجهة مشروع يسعى لإعدام أي فرصة حقيقية للتوصل لسلام في المنطقة.
في واشنطن وتل ابيب والعواصم التي تنظر بعين الرضا لما يجري انصب الاهتمام على حجم الخلافات في المواقف والتباين بين صناع القرار السياسي حيال المشروع، وبان جلياً أنه كلما تعاظمت الخلافات وازداد التباين سيكون طريق تمرير الصفقة أكثر يسراً وسهولة.
الاهتمام والتركيز على التباين في المواقف بين الدول أعاد للأذهان حقيقة أساسية تختفي كلما جرت احداث تمس بالحال الفلسطيني المتأزم إنسانياً والمتعب من الاحساس بالظلم والحرمان من الحقوق الاساسية للإنسان بالعيش بحرية في وطنه، هذا الاحساس الذي تأسس مع نكبة 1948 وقيام دولة إسرائيل وتشريد الفلسطينيين وما حل بهم من نكبات مازالوا يعيشون جزءا منها بعد أكثر من سبعين سنة على عمر النكبة.
على الفلسطيني أن لا ينسى بحكم القهر والظلم الذي عاشه أنه لولا إسرائيل لما خرج لاجئ من وطنه وكل مآسي اللاجئين على امتداد عشرات السنين سببها اسرائيل.
على الفلسطيني أن لا ينسى ان لولا اللجوء والعدوان الاسرائيلي لما احتاج أن يقيم ثورته خارج وطنه وان يختلف مع البعض في رؤيته المتعطشة للتحرير والعودة وبين واقع شعوب وجدت نفسها في جوار دولة إسرائيل تناصبها العداء ولا تملك القدرات الحقيقية لهزيمتها وتغيير الواقع.
على الفلسطيني أن لا ينسى أن لولا إسرائيل لما كان اليوم يعيش عاجزا عن الوصول والعودة لوطنه وأن كل مأساته ومعاناته المستمرة لها سبب واحد وليس لنتائجها التي ترتبت عنها نفس الاسباب وان الخلاف في الرؤى والمواقف رغم حدتها في بعض اللحظات مع الاشقاء لا يمكن ان تحيلهم أبدا ليكونوا اعداء او شركاء في الجريمة والعداء ضد الفلسطينيين بل هم ضحايا وبدرجات متفاوتة لهذا العدوان الذي ابتليت به فلسطين ودفع الجميع وسيدفعون ثمنه من ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.
صفقة القرن سيكون الطريق معبداً لها حين تتعمق الخلافات مع الاشقاء وتناسي أن الانتقال الى الصراعات الجانبية سينسي الجميع الهدف الرئيس بالتصدي بتجميع المواقف وتوحيدها للمواجهة، وأن الصراع الاساسي مع من تسببت بكل المآسي للشعب الفلسطيني وليس مع من نختلف معهم في التفاصيل .
اللحظة اليوم فارقة أن حجم التهديد والتحديات التي تسببت بها ظروف قاسية مرت على الدول والشعوب العربية في السنوات العشر الأخيرة جراء نتائج كارثية لما سمي «الربيع العربي» وجعلت من الاهتمام بالقضية الفلسطينية يتراجع أمام ما عاشته دول شقيقة على تخوم فلسطين من كوارث مازالت المعاناة منها مستمرة.
على الفلسطيني أن يذكر ولا ينسى أن لولا إسرائيل لما كان كل ما جرى قد كان
المصدر: الدستور الاردنية
التعليقات مغلقة.