conto erotico

الأحزاب الثورية : اسم من ذهب وسلوك من صدأ …

بقلم : رشيد الكرّاي

من السَّهل باللّغة أنْ يتحوّلَ الحقُّ إلى باطل ، والباطلُ إلى حقٍّ ، والعدلُ إلى ظلم والظلمُ إلى عدل ، وذلك بطريقةٍ واعية ومدروسة من خلالِ تكرار المفهومِ “المصنوع”  وترديده على مسامع الآخرين ، حتّى يخيّل لهم أنه الحقيقة المطلقة والدامغة .

ويبدو أن وظيفة السياسة لدى الكثير من الأطياف السياسية وخاصة جماعات الإسلام السياسي ، لم تَعُدْ ما أسس من أجلها وهو إيقاظ الوعي الوطني ، بل أصبحت تهدف إلى نقيض هدفها الأول ، وهو إسقاط هذا الوعي في عملية تلاعب بالألفاظ من أجل إخفاء الموضوع ذاته ، حتى لا يقترب أحد منه .

ومن نافلة القول بأن مخيّلة الجماهير تتأثّر بالصور بشكل خاص ، وبإثارة الخيال ، وبالاستخدام الصائب والذكي للكلمات ، فقوة الكلمات ترتبط بالصور التي تثيرها في مخيلة الجمهور ، وكل كلمة ترتبط في العادة بصورة ذهنية في أدمغتنا ، فعندما يقول شخص ما لا تفكروا في سيارة حمراء ، فإننا سريعا ما نرى صورة ذهنية لسيارة حمراء ، هذه آلية لتفكيرنا نتشابه فيها جميعا.

من الوسائل المستخدمة للتأثير على قناعات الجماهير وآرائهم ومعتقداتهم دراسة الكلمات وما يتربط بها من صور ذهنية ، فيتم التلاعب بالكلمات من أجل الوصول إلى صورة ذهنية ذات مدلولات مختلفة عن المعنى الحقيقي ، صورة ذهنية مقبولة لدى الجماهير. فالهدف من التلاعب بالكلمات هو التلاعب بالأفكار والتصورات ، وبالتالي التغيير في ردّات الفعل والسلوك.

وبالعودة إلى ما يجري هذه الأيام في ساحتنا السياسية من مشاحنات وصراعات وتصنيفات من نوع أحزاب الخط الثوري وأحزاب المنظومة القديمة ، نقف على حقيقة أن الأمر لا يتعدّى في جوهره التلاعب بالكلمات والمفردات وأن بعض السياسيين هم أكثر من يستخدمونه بهدف تزييف الحقائق وبالتالي تزييف الوعي من خلال شعارات مقبولة من الجميع ولكن واقع السلوك مختلف ، فالكلمات كما قال عالم النفس الاجتماعي الفرنسي غوستاف لوبون ، ليس لها معاني متحركة ومؤقتة ومتغيرة من عصر لآخر، ومن شعب لآخر، فالكلمات تعيش كالأفكار .

فحين تدّعي حركة النهضة وربيباتها السياسية من نوع ائتلاف الكرامة ، بأنها تمثّل الخطّ الثوري ، يخيّل إلينا بأنها هي من استنفرت الجماهير ، وهي من قامت وأطّرت وحدّدت أهداف الثورة ، وأنّها هي القوة التقدمية التي تطرح على نفسها القطع مع الماضي وسلبياته وتطرح البدائل التي تحفّز على المضي قدما في مسيرة بناء مجتمع مختلف ، يجسّم مطالب جماهيره التي خرجت غاضبة على النظام السابق وأسقطته بالشكل المذلّ الذي يعرفه الجميع .

ولا فائدة هنا من التذكير بمطالب الجماهير التونسية ولا بثورية أدعياء الثورية التي تتلخّص في العودة بنا إلى ثقافة الكهوف والكهنوت والقفز على مكتسبات الدولة الوطنية ونهب خزائنها وتدمير نسيجها الاجتماعي والحضاري عبر سياسة الترهيب والعصا الغليظة

نحن هنا إزاء مشهد يتحوّل فيه مجرى الكلام الى مجرى حقد وتتحوّل بعض المفردات الى تلاعب وكأنّه أصابع خفيّة تجيد تسطير الكذب .

ربّما تحقق الأكذوبة بعض أهدافها ، لكنّها أهداف حقيرة نشأت عن الخداع بما فيها الكلام لأنه انجرف خارج الطريق ومشى في طريق وعر بعيد عن الطرق المعبّدة المعروفة .

لا أفهم كيف تكون هناك عقول تفكّر بهذا التفكير الجاهل والعفن والانحطاط الى مستويات دنيئة جدا ، عوض أن يكون هناك كلام صريح وواضح يراه الجميع ويسمعه . وإذا كانت المنافسة السياسية مشروعة للكل فوجب على فرقائها أن يدخلوها من الطريق الصحيح لا بالأكذوبة والأكاذيب ، حتى تكون منافسة تحمل معاني وأهداف مفيدة للجميع ، وترك المراوغة والخداع ، وترك الأكاذيب ، لأن حبل الكذب قصير جدا ولا بد  للشمس أن تظهر من جديد …

 

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/