الجزائر- علي ياحي
تتجه الاوضاع في ليبيا الى دفع الجزائر الى تغيير مواقفها التي تتمسك بها منذ بداية الازمة في 2011، من خلال رفع يدها على السراج و حفتر، و اللجوء الى تأسيس طرف ثالث ممثلا في القبائل الليبية. و ادى التصعيد الذي تشهده الجارة الشرقية و تدخل عديد الاطراف الاجنبية الى التفكير في حل جديد غير تقليد قد يكون المخرج للازمة، وعلمت “حلقة وصل” من مصادر رفيعة ان الجزائر اعادت فتح قنوات اتصال مع القبائل الليبية المنتشرة في الجنوب، من اجل تنظيم حوار موسع بالجزائر و خلق قوة تاثير من شانها احداث تغيير في موازين القوى، خاصة في ظل الترابط العائلي القوي بين هذه القبائل بنظرائهم في الصحراء الجزائرية.
واضاف ان اللقاء سيسبقه اجتماع لدول جوار ليبيا بحضور ممثلين عن بعض الدول الغربية. و اشار مصدر “حلقة وصل” الى ان الجزائر اتفقت مع تركيا على تجنب استخدام القوة العسكرية وتفضيل التحرك السياسي في انهاء الخلاف بين الطرفين، و ان حدث اي تطور يجب ان يكون بعيدا على التراب الجزائري و لا يمس بسيادة البلاد و لا يهدد حياة مواطنيها الى الخطر.
و تابع ان انقرة ارادت مقايضة الجزائر بمساعدتها على المشاركة في مؤتمر برلين مقابل تسهيلات للتدخل في ليبيا، غير ان اتصال المستشارة الالمانية انجيلا ميركل افسد خطة رجب اردوغان، لتتغير المعطيات و يتغير النقاش نحو التعاون الثنائي في ليبيا، موضحا ان انقرة ابلغت الجزائر بانها لا تريد التدخل في ليبيا وانما التلويح بالقوة لدعم الشرعية الاممية واحداث توازن في القوى لحماية مصالح تركيا.
و كشف المصدر ان الجزائر اشترطت على اردوغان و السراج، عدم التحرك عسكريا بجوار الحدود الجزائرية، و هددت ان اي اقتراب عسكري سيتم الرد عليه بقوة مهما كان الطرف الذي يقف وراءه، متمسكة بموقفها الداعم للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، نافيا تقديم اي دعم عسكري او لوجيستي، وختم ان الجزائر تتواصل مع اللواء خليفة حفتر من اجل ثنيه عن استعمال القوة و تغليب مصلحة الشعب الليبي و اللجوء الى الحوار لفض الخلافات.
التعليقات مغلقة.