رحيل قائد الاركان الجزائري قايد صالح.. العسكري “الشعبي” الذي وقف ضد بوتفليقة و “العصابة”
الجزائر- علي ياحي
تفاجئ الجزائريون بخبر وفاة قايد صالح قائد الاركان بسكتة قلبية في بيته، و من شدة الصدمة لم يهضم غالبية فئات الشعب الخبر، فيما اعتبره اخرون اشاعة الغرض منها اراك المشهد العام و التاثير على عمل الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، ليتم تاكيد الخبر باعلان الرئيس تبون، “ببالغ الحسرة والأسى، عن وفاة الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش، الذي فاجأه الأجل المحتوم صباح هذا اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2019 على الساعة السادسة صباحا بسكتة قلبية ألمت به في بيته، ونقل على إثرها إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة”.
و اوضح بيان الرئاسة الجزائرية الى انه “بهذا المصاب الجلل تفقد الجزائر أحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام، التي ما انقطعت منذ أن التحق في سن مبكرة بصفوف جيش التحرير الوطني، الذي ترعرع في أحضانه وتشرب منه جنديا فضابطًا فقائدا مجاهدا، عقيدة الوفاء للوطن والشعب”.
و تابع “إنها لفاجعة أليمة قاسية أن تودع الجزائر في هذا الوقت بالذات، وعلى حين غرة، قائدا عسكريا بمآثر وخصال الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، وهو المجاهد الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد، لما حباه الله به من حكمة وتبصر وصفاء ووفاء للجزائر وللشهداء الأبرار ومن إخلاص للشعب الجزائري الأبي إخلاص تشهد عليه المرافقة الوطنية الصادقة والعمل الدؤوب المثابر على المرور بالجزائر إلى الأمن والأماني آمنة مستقرة وشامخة”، وختم أن “التاريخ سيكتب هذه المآثر الجليلة بأحرف من ذهب على صفحة مشرقة وضاءة من حياة فقيد الوطن الفريق أحمد قايد صالح”.
العسكري الذي رافق الحراك الشعبي و يعد الفريق أحمد قايد صالح، أحد أبرز الوجوه العسكرية في الجزائر، و كان له دورا لافتا في الازمة السياسية التي عاشتها البلاد منذ انطلاق الحراك الشعبي المناهض للرئيس بوتفليقة و جماعته في 22 فبراير، حيث تبني خطابا يدعم الشعب الجزائري في مطالبه، مقترحا في 26 مارس 2019، على المجلس الدستوري الجزائري إعلان عائق بوتفليقة الصحي وتطبيق المادة7 و 8 و 102 من الدستور الجزائري، ليعلن الرئيس بوتفليقة في 2 ابريل 2019 عن استقالته.
و اثر تخندقه مع الشعب و اقالته للرئيس بوتفليقة، تصدر قائد الاركان قايد صالح، المشهد العام في البلاد و اصبح يلقب بـ”الرجل القوي”، و اعلن حملة واسعة لاجتثاث كل رموز النظام البوتفليقي الذين اطلق عليهم وصف “العصابة”، و باشر عمليات اعتقال واسعة لا تزال مستمرة، ابتداء من شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة، و الجنرال محمد مدين المدعو توفيق، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات، و خليفته اللواء بشير طرطاق، ثم الوزراء و المسؤولين و رجال المال المرتبطين بالفساد و المقربين من “الدائرة البوتفليقية”.
و قال انه “لا مهادنة أو تأجيل في محاربة الفساد، لان المتآمرين من العصابة و اذنابهم عملوا على قتل الأمل في نفوس الجزائريين والتضييق على المخلصين من أبناء الوطن”. و اعلن قايد صالح عن تنظيم انتخابات رئاسية في 12 ديسمبر2019، لانهاء الانسداد الذي بلغته الاوضاع في البلاد بعد فشل عديد المبادرات.
و قال ان ما يهدف إليه الشعب رفقة جيشه هو إرساء أسس الدولة الوطنية الجديدة، التي سيتولى أمرها الرئيس الجديد المنتخب خلال الانتخابات التي ستجري في موعدها المحدد، موضحا ان” الجيش سيرافق الشعب إلى غاية إجراء الانتخابات الرئاسية، لأن هذا المسعى الوطني النبيل نابع من الارادة الشعبية التي تعني كافة فئات الشعب باستثناء العصابة ومن سار في فلكها”. اللواء سعيد شنقريحة… قائد الاركان بالنيابة .
و اعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عن تعيين اللواء سعيد شنقريحة، كقائد اركان الجيش بالنيابة، و هو المعروف بخبير القوات البرية و احد مهندسي التكتيكات التي تنتهجها القوات الجزائرية اليوم، شارك في الدورات التكوينية لقيادات الجيش بالجزائر وروسيا، و يعرف عنه انه قضى سنوات طويلة قائدا ميدانيا، و قد لمع نجمه اثناء الحرب على الارهاب.
التعليقات مغلقة.