بقلم : آسيا توايتي
عكست الانتخابات في تونس تراجع الإسلام السياسي، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، إذ أن المرشح الذي أقرته حركة «النهضة ، الاستاذ عبد الفتاح مورو ، حصل على المركز الثالث، مما جعله غير مؤهل للجولة الثانية. وهو ما أبرز أن التونسيين غير واثقين بهذه الحركة خاصة بعد الحديث عن تورط بعض قياداتها بتأسيس شبكة تجسس ،ما عرف بالجناح السري للحركة، استهدفت مواطنين وسياسيين وأمنيين في البلاد، وبعد الاتهام بضلوع الحركة في اغتيال القياديين بـ«الجبهة الشعبية» و«حركة الشعب»، شكري بلعيد ومحمد البراهمي سنة 2013، اللذين عرفا بمعارضتهما الشرسة لسياسات الحركة.
إن نهاية الإسلام السياسي تعتمد على إقرار مشروع بديل، من قبل قادة وطنيين، حاجة الناس لتوفير الخدمات المجتمعية ومواطن الشغل ومحاربة الفساد بكافة أشكاله، مع طرح مجتمعي لمشروع اقتصادي تنموي يستثمر طاقة المواطنين وخاصة الشباب، ويبدو أن عصر الشعارات السياسية قد انتهى لتحل محلها الشعارات المواطنية من قبيل استهلك تونسي قاطع المنتوجات غير التونسية، نظف بلادك التي برزت في شكل صفحات تواصل اجتماعي على فيسبوك وانتقلت الى الشارع .
فهل هي نقلة نوعية الى صنف الديمقراطية التشاركية التي أعلن عنها قيس سعيد في إحدى خطاباته الموجهة للوسائل الاعلام ؟
تزامن دخول الرئيس المنتخب قيس سعيد ، استاد قانون دستوري رشحه الشعب دون غيره ،عرف بعربيته الفصحى المتقنة، إلى قصر قرطاج كحائز على المركز الأول في الدور الثاني في الانتخابات الرئاسية، بسنبة سبعة و سبعين بالمائة .
حالة وعي ، الشعب يعاقب السياسية باختيار الديمقراطية التشاركية
صدرت دعوات مجموعات شبابية في شكل سلوكات مدنية ، كانت بمثابة السند المعنوي للرئيس المستقل المدعوم مند البداية بإرادة الشباب وكان أول تمثل للدعم بالتطوع لحملته الانتخابية من خلال اجتماع الشباب بمقر الحملة بلا مقابل وكانت آخر تجلياتهالتحاق شاب من جرجيس بهدا المقر سيرا على الأقدام من ولاية مدنين،مقر إقامته، إلى أريانة، مقر الحملة.. فقط من أجل إعلان الدعم للاستاد قيس سعيد .
برزت الديمقراطية التشاركية، ليس لإلغاء الديمقراطية التمثيلية كليا، ولكن لتتجاوز قصورها وعجزها على التفاعل والتجاوب مع معطيات اجتماعية جديدة، تتمثل في ظهور حركات وتعبيرات اجتماعية تعرف اتساعا متزايدا (حركات نسائية وبيئية وحقوقية واجتماعية وتنموية…). كل هذه التكتلات لا تجد في الديمقراطية التمثيلية قنوات ً للتعبير عن حاجاتها ومطالبها وإيجاد حلول لها، ولا منفذا لموقع القرار السياسي لتداولها. في حين تعتبر الديمقراطية التشاركية ديمقراطية فاعلة لحل المشاكل عن قرب، وضمان انخراط الجميع، وتطوير التدبير المحلي والوطني عن طريق التكامل بين الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية. وتنمية الإرادة السياسية لدى المنتخبين، وتوفير الأمن الاجتماعي، والتربية على ثقافة التوافق. والأخذ بعين الاعتبار حاجيات الجميع، وتتجدد الديمقراطية، بناء على المواطنة والمدنية والمنفعة العامة. وتوفير المعلومة والتدبير الشفاف والمساهمة في اتخاذ القرار.
والانتقال من المحلي إلى الوطني››. (نورالدين قربال ،الديمقراطية المواطنة والتشاركية، الاثنين 13 يناير 2014، هسبريس)
خطاب القسم ارتجال مطمئن، بين الغموض والوضوح
ساد اعتقاد خاطئ، أن صفحة الثورة طُويت، وأن النظام القديم أو ما يسميه الشباب بــالسيستام، عاد ليستقر إلى الأبد، وأن آمال أنصار الثورة أحبطت ،فانقلبوا عليها، ولكن صعود ، الأستاد قيس سعيد الرئيس المؤدي للقسم بمجلس نواب الشعب يوم الثالث و العشرين من أكتوبر 2019 مصحوباً بخروج قوة شبابية تسانده وخطابه جاء ليطمئنهم أنه باق على عهدهم و كان تشديده على أن برنامجه الانتخابي ينطلق من الشباب بالأساس وأنه لا يقدم وعودا بل توفيرا لإمكانيات تحقيق تلك الآمال ، يؤكد ارتجال الطمأنة من تلك الإرادة بالدات .
فهم الرئيس الجديد مطمح الشباب فنزل من برجه العاجي إلى مستقرهم وعبر انتخابه من جهة أخرى، عن كون الفئة الحقيقية المثثقفة في تونس هي بنت الشعب و هو ما يؤكد مساندة ثلة كبيرة من المثقفين ، لا النخبة، له ، من بينهم مثلا الباحثة و الكاتبة التونسية رجاء بن سلامة ، مديرة دار الكتب الوطنية والأكاديمية و الكاتبة آمال موسى و رضا كشتبان رئيس الجمعية التونسية للتربية والثقافة وغيرهم كثر ..حتى من خارج تونس، كالكاتب السوري ، نجاتي طيارة الدي كتب فيه قائلا: أثبتّ أنك المثقف العضوي المنتمي إلى شعبه وقضاياه أيضا، وأعلنت انحيازك إلى الشباب وتطلعاتهم. وهم الذين كانوا عماد حملتك، المتواضعة قياسا بحملات الأحزاب وتنظيماتها المختلفة على تعدّد إمكانات تحشيدها وتعبئتها، وحملات رجال الأعمال على عظيم قدراتهم وتمويلها.
التعليقات مغلقة.