بقلم : انتصار السعيدي
تغزو مواقع التواصل الاجتماعي العالم لتشمل 40% من سكان الارض وتتسلل الى حياتنا اليومية في ادق تفاصيلها فتعيد تشكيلها و ترتيبها او تدميرها و تشتيتها.وحده المستخدم للمواقع الافتراضية المسؤول عن حسن او سوء استخدامها فاما ان تحقق له السعادة واما ان تكون مصدرا لشقاءه تاثيرات ايجابية هامة:
عند بعث مواقع التواصل الاجتماعي كان الهدف الرئيسي هو التنسيق بين العمال وتسهيل مهامهم وتعزيز شبكة عمل جماعي تسهل من خلالها انتشار المعلومة بين فريق العمل، ثم تطورت مهامها لتصبح اداة تسويق ثم توسعت مشمولاتها لتصبح مساحة حرة للمدونين والكتاب لنشر افكارهم والدفاع عن القضايا الفكرية والانسانية العادلة والتحفيز والتحسيس وحشد الراي العام الدولي لضغط على حكوماته لحل الازمات الكبرى. هذه الايجابيات لا تخفي الاثار المدمرة لمواقع التواصل على الفرد والعائلة والمجتمع.
مواقع التواصل الاجتماعي تعصف بالعلاقات الزوجية: رغم الاهداف النبيلة التي بعثت من اجلها هذه المواقع فانها اصبحت مصدرا اساسيا لمشاكل اجتماعية خطيرة. ف45 حالة طلاق يوميا في تونس تسببت فيها المشاكل الجنسية والفاسبوك بدرجة اولى تليها الاسباب الاقتصادية والمالية تليها المستوى الثقافي والاجتماعي.فبعد ان كان في الماضي السبب الرئيسي لطلاق هو الخيانة والادمان والقمار اصبح اليوم الفاسبوك هو المتسبب رقم واحد في فتور العلاقات الزوجية عبر خلق صداقات افتراضية ذات الاهتمامات المشتركة فيمكن للمستخدم ان يعثر على اصدقاء اكثر توافقا (compatible) فكريا وثقافيا و يصبح رغم بعد المسافة الاقرب من الشريك.وهو ما يولد الشكوك بين الطرفين و يخلق العداوات.فوفقا لشركة اي ماركتر”eMarketer” المختصة بدراسة السوق فان “مواقع التواصل الاجتماعي لديها القدرة على ربط ألاف الأفراد المتشابهين في التفكير والميول.” كما ان المقارنات مع المشاهير والفئات الميسورة غالبا ما تزيد من شعور الاحباط وعدم الرضا على العلاقة الزوجية المستنزفة من الرتابة والظروف الاقتصادية المتردية .يضاف الى ذلك تنوع الفعاليات الموسيقية والرياضية والترفيهية التي تدفع بالازواج لتفكير في الطلاق والهروب من دائرة المسؤولية والروتين القاتل.
حاجة التقدير(le besoin d’estime) تزيد من ادمان مواقع التواصل: حسب ماسلو تكون حاجة الانسان لتقدير في قمة الهرم و هي اسمى طموحاته ، هذا التقدير غالبا ما يفتقده المستخدم لوسائل التواصل الافتراضي في محيطه الاسري ليملاه شخص اخر عبر المجاملات وعبارات الغزل والتقدير وذلك من خلال المشاركة والاعجاب والتعاليق فيدمن عليها المستخدمون لاشباع هذه الحاجة المفقودة في الواقع وينعموا بشعور بالرضا عن النفس.
أحدثت مواقع التواصل الافتراضي ثورة حقيقية في مجال سرعة نقل المعلومة وانتشارها و التثقيف والتحسيس و خدمة القضايا الانسانية الا انها أصبحت وسيلة يستخدمها اعداء الانسانية لاستقطاب الارهابيين و دمغجتهم كما تحولت الى الة ناسفة للعلاقات الاجتماعية فكرست الشعور بالاكتئاب والعزلة الجليدية بين الفرد و عائلته و محيطه.
التعليقات مغلقة.