بعد غلق معابد غير مرخصة بروتستانتية… “اسلامي” يدعو الى هدم الكنائس في الجزائر
الجزائر- علي ياحي
يبدو ان الممارسة الدينية في الجزائر اخذت منعرجا خطيرا خاصة المتعلقة بالمسيحية، بعد خروج زعيم “جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية” عبد الفتاح حمداش بتصريحات “غريبة” تدعو الى هدم الكنائس في البلاد، ما اثار استغراب عديد الاطراف و فتح ابواب التخوفات على مصراعيها. عاد الجدل مجددا حول الحريات الدينية في الجزائر، و يبدو ان الامور تتجه نحو التصعيد الداخلي و الخارجي، فبعد اقدام السلطات العمومية على غلق عدد من دور العبادة الخاصة بالمسيحيين البروتستانت، بسبب انها غير قانونية و تنشط دون رخصة، ما اسال الكثير من الحبر و احدث لغطا حقوقيا دينيا امنيا، جاء الدور على عبد الفتاح حمدوش، احد اقطاب السلفية، الذي دعا الى تهديم الكنائس في خرجة اثارت علامات استفهام كثيرة.
و في حين حاولت وزارة الداخلية التخفيف من القلق الذي انتاب الجزائريين و الخارج بشأن غلق المعابد البروتستناتية، بكشف حقائق حول قيام أشخاص مقيمين بالخارج بتشييد بناية كانوا ينوون تخصيصها لفتح مركز لتكوين القساوسة بتمويل خارجي، بهدف استقطاب الشباب وتكوينهم والدفع بهم نحو أنشطة تبشيرية ممنوعة، بالاضافة الى الخرق المتعمد للقوانين المحددة لقواعد الممارسة الدينية لغير المسلمين، واكدت ان ما تم غلقه مجرد مستودعات تقام فيها نشاطات مشبوهة، و ان إجراءات الغلق جاءت بعد استنفاذ كل مساعي السلطات العمومية في تسوية الوضعية المطروحة والتي قابلها المعنيون بالتعنت في الاستجابة للانذارات الموجهة لهم، ولم يحرك احدا ساكنا ازاء دعوة زعيم “الصحوة الاسلامية الحرة”. و تضع خرجة عبدالفتاح حمدوش، السلطات العمومية امام مزيدا من الضغط الخارجي الذي عرف منحى تصاعدي خلال الفترة التي اعقبت اغلاق دور العبادة البروتستانتية، اين اشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الى ان إغلاق كنائس بروتستانتية مؤخرا واعتداء الشرطة على المصلين في إحدى الكنائس، هما أحدث مثالين عن قمع هذه الأقلية في الجزائر، داعية الحكومة الى إعادة فتح الكنائس فورا والالتزام علنا بحماية جميع الطوائف الدينية في البلاد.
و يعتبر الخبير في الجماعات الاسلامية، المستشار السابق بوزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي في تصريح لـ”حلقة وصل”، ان المدعو عبد الفتاح حمدوش، يستثمر في الحالة غير المستقرة التي تعيشها الجزائر لتحقيق اهدافه، وقال ان ” خروجه يضر و لا ينفع لانه داعشي وهمجي، ويزيد الاوضاع فتنة وتعقيدا، وقد تتحجج القوى الغربية بخطابه لاثارة موضوع انتهاك حرية المعتقد”. واستبعد فلاحي، ان يكون تحرك زعيم الصحوة الاسلامية الحرة، بايعاز من جهات في السلطة، ” فهو مغضوب عليه ومحرم عليه الظهور عبر وسائل الاعلام وبالخصوص التلفزيون”، مشيرا الى ان خرجته تأتي في اطار تأكيد وجوده والحفاظ على انصاره حتى يبقوا من حوله، و “لكن لا بد من التذكير بانه وجماعته كانوا من الذين يدعون لداعش وللبغدادي بالنصر”.
واكد فلاحي ان تصريحاته ودعوته الى هدم الكنائس يزيد الوضع توترا، ولكنه لا يهتم للامر بقدر ما يحقق له ذلك حضورا و زعامة، وللاسف هذه هي الامراض التي ابتليت بها الزعامات الدينية الوهمية والمجنونة، وخلص الى ان مثل هذه الدعوات المتطرفة دائما يستغلها الطرف الاخر لطلب الحماية من الخارج، و “حسب علمي المسيحيون الانجيليون تقدموا برسالة لفرنسا للتدخل، كما و ان عدة شخصيات سياسية و ثقافية و دينية في فرنسا و العالم تفاعلت مع قضيتهم”.
التعليقات مغلقة.