حلقة وصل _ فريق التحرير
قال الرئيس التركي بشار الأسد في الحوار الذي أجراه، أمس الخميس مع قناتي السورية و الإخبارية السورية، إن الاتفاق التركي الروسي هو اتفاق جيد و خطوة إيجابية نحو إعادة بسط سيطرة الدولة السورية تدريجيا في الشمال الشرقي من البلاد.
واعتبر الأسد أن المبادئ الروسية هي مبادئ واضحة و شفافة تستند إلى القانون الدولي، سيادة سوريا ووحدة الأراضي السورية، و هي مبادئ لم تتغير و لا تتغير بتغير الظروف. و وضح إن هذا الاتفاق هو نتيجة سياسة روسية قائمة على “الأمر الواقع” الذي يفرض التعامل مع الاحتلال التركي. لكن هذا الاتفاق هو اتفاق مؤقت ” يلجم الجموح التركي باتجاه تحقيق المزيد من الضرر عبر احتلال المزيد من الأرضي السورية، ريثما يتم إخراجه من الأراضي السورية”.
يرى الرئيس السوري أن الاحتلال التركي لبعض المساحات السورية، هو تعبير عن مطامع تركية سيئة، و لكنه أيضا تحقيقا لرغبة أمريكية. ولهذا فإن الاتفاق الروسي مع تركيا يكبح هذه الأطماع، يقطع الطريق أمام ” اللعبة الأمريكية”، يخفف الأضرار و يهيئ الطريق نحو التحرير. وهو ما يجعل من هذا الاتفاق اتفاقا إستراتيجيا مؤقتا لا اتفاقا نهائيا. و صرح الرئيس السوري خلال اللقاء، أن الأولية في التعامل مع الاحتلال التركي للمنطقة الشمالية، هو للحوار السياسي و للعملية السياسية، فإن استنفذ كل الفرص، فلا خيار سوى الحرب.
وقد وضح الأسد أن هذه العداوة هي فقط مع الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان بسبب سياساته المعادية لسوريا، و شدد على حرصه على أن لا تشمل هذه العداوة تركيا و هنا يأتي دور “الأصدقاء” مثل روسيا و إيران.
وأكد الرئيس السوري على أن روسيا لا تمثل طرفا في الاتفاق الأمريكي التركي، و إنما تسعى فقط إلى تهيئة الخروج التدريجي للطرف التركي من سوريا. و اعتبر أن السياسة الروسية كانت دائما معلنة و واضحة لا مكان فيها لأهداف مخفية.
و أضاف إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو أفضل رئيس شهدته الساحة الأمريكية، ليس من الناحية السياسية،و إنما هو “خصم شفاف” كما وصفه يعبر عن أهدافه السياسية مباشرة ، على عكس بقية الرؤساء الأمريكيين الذين يرتكبون كل ” المبيقات السياسية و الجرائم و يظهرون بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان”.
و تعليقا عن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته في إبقاء عدد محدود من جنوده في سوريا، قال الرئيس السوري أن أمريكا هي قوة عظمى لا يسع لسوريا شن حرب ضدها و لكن يكمن الحل في مقاومة شعبية تدعمها الدولة بشتى الوسائل. و شدد على أن العامل الأساسي الذي تسبب في الدخول الأمريكي و التركي هو “سوري خائن”، لذا وجب أن تبدأ هذه المقاومة الشعبية من إعادة صياغة الوضع الوطني في المجتمع السوري باستعادة الوطنية و وحدة الوطن.
و يذكر أن تركيا قد أبرمت الأسبوع الماضي اتفاقا مع روسيا أدى إلى وقف عملياتها العسكرية شمال سوريا لمدة أسابيع.
و بموجب هذا الاتفاق يلتزم الطرفان بالحفاظ على وحدة سوريا سياسيا و جغرافيا، مجابهة الخطط الانفصالية فيها ، منع إفلات العناصر الإرهابية و تسهيل عودة اللاجئين بطريقة آمنة و طوعية.
التعليقات مغلقة.