اليمن المنسي:بين مطرقة الحوثيين و سندان التحالف الشعب يدفع الضريبة
بقلم :انتصار السعيدي
تدخل الحرب في اليمن عامها الخامس وسط صمت دولي و عربي و تعتيم اعلامي عن حجم الكارثة التي ينظر اليها على انها اسوا ازمة انسانية في العصر الحديث.حرب كان و ما يزال وقودها الشعب اليمني الفقير الذي دفع ضريبة النزاع بين الحوثيين المدعومين من ايران و القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.ماذا تحقق بعد 4 سنوات؟
●ازمة انسانية تفوق الوصف حسب الامم المتحدة:
تسببت الحرب في نزوح اكثر من 3 مليون يمني، تتراوح تقديرات القتلى بين 10 الاف و 70 الف ضحية غالبيتهم من اليمنيين، يقول وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك”ان هناك اكثر من 30 جبهة قتال و يحتاج 80 % من السكان الى المساعدة و الحماية.” اذ يحتاج اكثر من 24 مليون شخص من جملة 28 للمساعدة بمن فيهم اكثر من 12 مليون طفل.فمنذ تصاعد النزاع في مارس 2015 اصبح البلد جحيما لا يطاق للاطفال.فهم يتعرضون يوميا للقتل و الاصابة بالضربات العشواءية من الجانبين الحوثي و التحالف العربي.و قد وثقت هيومن رايتس وتش نحو 90 غارة جوية تبدو غير مشروعة اصابت المنازل و الاسواق و المستشفيات و المدارس و المساجد و حتى حفلات الزفاف قد ترقى بعضها الى جراءم حرب.يعاني اكثر من 360 الف طفل دون الخامسة من سوء في التغذية الحاد مع تفشي حالات الاسهال الحاد و الكوليرا كما تعطلت خدمات التعليم و الصحة بسبب الدمار الذي لحق بالبنى التحتية.
●القيود على الموانئ تزيد من حجم المعاناة:
تشير احصاءيات صادرة عن الامم المتحدة الى ان 230 مديرية من جملة 330 تواجه خطر المجاعة فضلا عن انتشار الأوبئة و الامراض الفتاكة مثل الكوليرا.
و ادت القيود التي فرضتها قوات التحالف على الواردات الى عرقلة وصول بعض المساعدات الانسانية و منع البضائع من الدخول الى الموانئ التي تسيطر عليها قوات الحوثي التي صادرت وسرقت المواد الغذائية و الامدادات الطبية و منعتها من الوصول للمحتاجين.
كما تعرض عمال الاغاثة للخطف و الاحتجاز التعسفي والقتل اثناء قيامهم بعمليات انسانية في اليمن.
رغم ان الهدف المعلن من الحرب في اليمن كان كسر الهلال الشيعي الا انها كسرت احلام و طموحات 28 مليون يمني، ولا تزال الضربات الجوية مستمرة في انتظار استفاقة العقلاء من ابناءه للخروج به من المستنقع يبقى اليمن الذي تنكرت له القوى الدولية يواجه الة الحرب و الاستنزاف التي فرضتها سياسة الفوضى الخلاقة لشرق اوسط”جديد”.
التعليقات مغلقة.