وما صدّقت كذبتي
بقلم : الثريا رمضان
ثم إني حين كتبت أحبك…
أشارت لك صاحبتي بسبابتها…
فقطعت عليها الطريق…
وتركتها تتدلى من كفها منكرة
وكذبت…
قلت أحب غريبا يقطن مدائن قريبة…
وأنت البعيد…
البعيد…
ثم إني نبشت في لحمي المطبوخ على نار ذكرياتنا فرأيتك تمر وسطه كريات خائرة…
تجر خوفي أن أخبر عن سري…
أو أن أبيع حكاياتنا المكتوبة في السوق العتيقة…
وأنادي قلبك الذي مازال يعلق ابتسامتي في مكتبه…
أنا التي نكست أعلامك منذ حربين ونصف…
ومزقت خيام معركتي…
وحكمت على جنودي بالبكاء طويلا…
والوقوف على الأطلال كلما اكتمل القمر…
أنا التي كذبت…
وصنعت من كذبتي عرشا…
وضعته فوق أنقاض الوهم…
ثم اعتليته رفاة….
نفخ فيها إعصارك…
فتناثرت فوق جلد أحبك…
لأكتبها…
وأكذب…
وأقطع الطريق نحوك…
نحو أنت…
وأغرق بها عروق غريب…
ثم إني صدقت كذبتي…
وربيتها مع قططي الصغيرة…
فصارت تشرب معها الحليب…
حتى كبرت…
وصارت تموء في أذن البيت…
فتسمع أهله…
وتسمع رمان الحديقة…
وتفاحه…
وعناقيد عنبه…
صارت الكذبة ثمرا…
وأنت الواقف هناك في دهشتك…
منذ سنواتنا المرتبكة حين قلت لك شكرا…
انتهينا….
صرت العاشقة لرجل خبأ عني قلبه…
وتركني لأكذب…
وأسمه بتهمة حبي…
وهو الغارق في مدائنه القريبة…
يقود عصافير الليل المرتبكة…
ويقذف في الغيم ابتساماته…
يسوّي شعره في قمرة القيادة…
ويصطاد غزلان السماء الصاعدة…
التعليقات مغلقة.