ثلاثون عاما في كتاب
بقلم : الثريا رمضان
-لا تخبر الله أنا غيرنا المكان
أنا بدلنا رائحة الكتب برائحة المدينة…
لا تخبره أنا انتشرنا على الأرض سنينا…
ومضينا بنقصان…
ثمّ عدنا نترجّى ما تبقّى من سطور…
بعد أن كنا دفنّا الغواية
وتركناها للتراب يمضغها…
لا تخبره أنك أخرجتها من قبرها
وسقيتها خمرا
ثم أدرت مفتاحك فيها
-ستكتبين قصيدة؟
-سأكتب رسالة إلى السماء
أخبره أن النساء حين يكبرن
تنضج أقدارهنّ مع النهود
وأن الرجال العائدون من الكتب
كانوا يتصفّحون الزمن انتظارا
كي يكتمل الكتاب…
-اليوم اكتمل…
كيف أنتِ؟
-لست أدري…
الكتاب المستعاد من القبور نار باردة…
لا تخبر الله أني لست أعرف ما أقول…
دعني أخبره ما تربّى في الصدر سنينا…
أن النساء جبلن على المشي طويلا…
وانسياب الوقت في جنباتهنّ…
أنّهن يخبّئن في الذاكرة أنصاف الحكايات…
ليخرج من قلب الكتاب رجل…
يدير فيها مفتاحه…
يطيل عناق الصفحات…
يكتب بالحبر حضوره…
ثم يمضي… ثم أمضي…
التعليقات مغلقة.