بقلم : صباح المحمودي
كان مغمورا إلا من بعض تصريحات بعيد 2011. وظهر في الإعلام بعد إلحاح من مواطنين ارادوه شفافا. لم يصدقوا أن سيجارة ورشفات قهوة من النوع السيء وسيارة وحيدة ونعال ستصدر الرجل المرتبة الاولى في دور اول.
كشف الانتخابات ثنائية متناقضة: احدهما يتهم بالبوهمية والآخر بالمافيوزية. أدرك حينئذ ان الحضور في الوسائل الوطنية لا يضاهيه أي حضور وان.في وسيلة دولية موجهة ،مهما علا شأنهافالإحجام عن أدوات وطنية هي وجهة نظر تناكف رؤيته لتنظيم السلطة .
انبلج السيد سعيد كرجل انطوائي introverti وplat و بلغة عربية تدل على عشق الرجل للغته الأم وتوحي بحفظه البنود الدستورية عن ظهر قلب وهو ما يعسر عن الكثير الفهم الأولي فما بالك بمؤدياته بعيدة المدى يتفاعل مع أسئلة مدرسية: ماذا ؟ ويتجاهل أسئلة تحوي الحجة والمآلات : لماذا ؟ وكيف؟. لا يرهق مستمعيه بالتفكير فقد لوح لمشاهديه بأنهم أصحاب الحل و العقد ولا واسطة بين الشعب والسلطة إلا الشعب بينما للشعب انتظارات تؤشر لانقسامات جوهرية اذا ما فصلنا خلفياتها وغاياتها وستتوارى عن التداول اغراءات : كل المريدين يجد ضالته عبر الضبب: يغذي السيد قيس الالتباس عنوة عبر برمجة كسب الكل touts azimuts -متجاوزة الاحتيال على الكل -في جل النواحي لا هو ديمقراطي ولا هو إسلامي ولا هو فوضوي ولا هو ليبرالي ولا هواستبدادي. هو كل هذا وجزء من هذا وليس هذا .
تعجز عن امساكه فيطرب المريدون فالكل يجد صورة من ذاته ومن تمثلاته دون عناء وكانه واقع لا محالة بينما مشروعه يتطلب موافقة البرلمان الذي قد يصارع برنامجه ويخفق فكيف سيكون رئيسا وهو الذي سوق لهذه الغاية واستأثرت به ،هل سيواصل وهو الذي لا يعرف في هذه الدنيا احدا؟ وقد يجد طريقا سهلة بتوافق أغلبية فسيفسائية تقاطعت مصالحها الآنية والمؤجلة وهو أمر يمكن أن يمر بسهولة في حال فازت القائمات المناصرة له اوالمشاغبة او الكارهة لحياتها او الناشئة وبالاخص اذا قدم مشروعه من اول عهدته والمثل يقول دق الحديد وهو حامي فينطلق سباق ماراطوني انتخابي متفرد ستجمع فيه القوى الحية والميتة جهدها لانتخابات وتعيينات تاخذ ردها من الزمن والبلد متوقف في انتظار الطبقة الجديدة من الحكام ويواصل الأمن والجيش والإدارة الحفاظ على أمن البلد في مستواه الادنى وفي غيبوبة عن مطالب ملحة.
يغذي السيد سعيد الضبابية بمصطلحات حكم الشعب للشعب بصيغة انتم تقررون انتم تختارون انتم تنفذون ولا حديث عن تحمل مسؤوليات فانت الخصم والحكم. يعمق الضبابية ب”ليس لي برنامج ” وهي وضعية مريحة لأنها ستنطلق من القاعدة وعلى القمة ان تنفذ وهو القابع في بيته ربما .القاعدة ستقرر من اين تاتي بالأموال وتوزعها على مشاريع هي في الاصل موجودة بتمويلاتها دون اعتبار خزينة الدولة او حجم ما انفق على استحقاقات قالوا انها ثمن الثورة. هو يغذي طموحات من تيارات من أقصى اليمين ومن أقصى اليسار وحتى المدافعين عن الإرهاب وحشر الديمقراطيون في مهب التيارين: اليسار الاستئصالي واليمين الاستئصالي اي بين منزلتين فظهرت فئة خارج المنزلتين ومنهم من أجبر على الالتجاء الى خيمة “من القاعدة إلى القمة” التي هي في كل الأحوال حاضرة بأشكال مختلفة.
يغذي السيد قيس سعيد الغموض بسكونه وقطعيته ازاء مبدأ المساواة فهي رؤية مستقبلية لا نقاش حولها ورايه نهائي لا يتحمل أي خربشة ويمكن ان تمتد إلى قوانين اخرى ولعمري ينجر ربما مجبرا على سحب توقيع تونس على معاهدة سيداو التي لولاها لما صنفت تونس في أعلى مراتب احترام حقوق الإنسان.
لكل فرد ان يتصرف بصفته introverti. يبدو انه لم يراجع آخر الاجتهادات في الفقه بل هو راجعها ولكنه يغازل التيارات المتشددة والتقليدية ضمنيا وهو في الحقيقة لا يقدم أجوبة قطعية بل :احترم الدستور” وهو ينسف الدستور وقد ينسف مجلة الاحوال الشخصية ك:الزواج باجنبي والزواج الثاني الاستثنائي وما يترتب عن ذلك تحت راية الفضاء الخاص.
يغذي البوليميك حول ما تحوي البلاد من خيرات واقتسامها وفق التضاريس الجغرافية ولكل ان يتمتع بما من به الله عليه وهو منطق ” افترس الفريسة” وتغذية الجهويات والمناطقيات. سؤالي :م الهدف من إرساء محكمة دستورية ؟ يغذي يغذي ويغذي وقد ناتي الى مرحلة دون الغذاء.
التعليقات مغلقة.