شواطئ أنطاليا التركية ممنوعة على السوريين
حلقة وصل_ وكالات
وصف مواطنون أتراك قرار بلدية أنطاليا التركية منع السوريين من ارتياد شواطئ المدينة بعد تصويت مجلسها البلدي عليه الاثنين، بالاجراء العنصري بل الفاشي
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر في مجلس بلدية غازي باشا بمدينة أنطاليا التركية السياحية قوله إن المجلس صوت بالإجماع لمنع نزول السوريين إلى شواطئها، مبرراً القرار بأنه يأتي بعد “افتعال بعض السوريين مشكلات هناك”.
وبحسب الوكالة التركية، فإن 12 عضواً في المجلس صوتوا يوم الإثنين 10 جوان بالموافقة على القرار وعارضه 7 ، وامتنع اثنان عن التصويت، أحدهما رئيس البلدية.
وقال المصدر الذي لم تذكر الأناضول اسمه إن مشروع القرار تمّ تقديمه بعد حدوث مشاكل على الشواطئ تتعلق بالتقاط بعض اللاجئين السوريين صوراً اعتبرت “مزعجة” لسياح ومواطنين أتراك بملابس البحر.
وتعود بداية القصة إلى نحو عامين، حين قال بعض الأتراك إن شابين سوريين التقطا صوراً لفتيات على أحد شواطئ مدينة سامسون (شمال تركيا)، قبل أن ينتبه المصطافون من الأتراك لهذا التصرف ويتجمعوا حول الشابين ويحطموا أجهزتهما ويضربوهما.
“لا لإزعاج الأتراك”
ونقلت الأناضول عن محمد علي يلماظ، رئيس البلدية الذي ينتمي لحزب الشعب الجمهوري، قوله إن القرار الذي جرى اتخاذه “يراعي حقوق الإنسان”، مضيفاً أن المجلس البلدي سيقوم باللازم لضمان عدم إزعاج المواطنين الأتراك.
في المقابل اعترض علي دوغان، الممثل عن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على القرار، قائلاً إن “مسألة اللجوء السوري مثلت دائماً أهمية كبرى بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية، خصوصاً أن السوريين، تاريخياً، قاتلوا مع الأتراك واستشهدوا تحت راية كمال أتاتورك”، متسائلاً: “هل هناك فقط سوريون مهاجرون في هذه البلاد؟ هناك أفغان وعراقيون وأيضاً إيرانيون”.
“قرار فاشي”
وتسبب القرار التركي بغضب لافت على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبر سوريون أنه يمثل استمراراً لما لأشكال عديدة من العنصرية تجاهم منذ تركوا بلادهم بعد الحرب الأهلية في العام 2011.
في الموازاة، أعلن العديد من الأتراك غضبهم أيضاً من القرار، على سبيل المثال وصفت الصحافية التركية مليس ألفان، عبر حسابها الرسمي على تويتر القرار بالفاشي.
واعتبرت ألفان أن التقاط الصور كانت جريمة فردية ولا تستحق الجالية السورية أن تعاقب كلها بسبب ذلك، معتبرةً أن القرار يمثل “عنصرية مطلقة. هذا عار. الجريمة التي حدثت كانت فردية، والعقاب أيضاً. ولكن أن تعاقب جالية بأكملها لأسباب عرقية، فهذه الفاشية بعينها”.
ويقول مراقبون إن قرار البلدية التركية يشبه ما حدث لسود البشرة في الولايات المتحدة حين مُنعوا من الدخول إلى بعض الشواطئ على خلفية لونهم في ستينيات القرن الماضي، وفي صيف العام 1964، حدثت مواجهة عنيفة حول حرية الدخول إلى الأماكن العامة، عندما هجم رجال بيض على رجال سود في شاطئ بتلر، طالبين منهم الخروج من الشاطيء، في حين حاولت الشرطة الأمريكية الفصل بين المجموعتين.
وقبل نحو عامين، قوبل وسم انتشر في تركيا بسرعة كبيرة بعنوان “أيها السوريون عودوا إلى بلادكم” باستياء واسع، بعدما حاول البعض تصوير السوريين الذين فروا إلى تركيا من نيران الحرب في بلادهم، على أنهم سبب في ارتفاع معدل الجريمة في البلاد.
التعليقات مغلقة.