مقتل منفذ الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي
حلقة وصل _
نجحت قوات الجيش الليبي، أثناء القتال ضد القوات الموالية لحكومة الوفاق في طرابلس في قتل الإرهابي محمد محمد محمود بن دردف المطلوب من قبل السلطات الليبية، والمتهم بالهجوم على القنصلية الأميركية عام 2012 في بنغازي. وأسفر الهجوم آنذاك عن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز، إضافة إلى جندييْن ومسؤولين بالقنصلية، ما تسبب بضجة كبيرة في الولايات المتحدة، وإدانة الرئيس باراك أوباما هذا الاغتيال. وقتل الإرهابي بن دردف داخل مركبة مدرعة على الطريق المؤدي إلى مطار طرابلس، عندما أصيب بصاروخ روسي مضاد للدبابات (كورنيت)، ونعت مواقع إلكترونية تابعة لتنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم داعش بن دردف على مواقعها وصفحاتها بشكل رسمي إضافة إلى مصادر صحافية ليبية متطابقة.
قوات الوفاق تنعى القتيل
كما نعت بن دردف حسابات عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من تنظيم أنصار الشريعة إضافة إلى عدد من أقاربه الفارين من بنغازي إلى مصراتة وما تسمى “كتيبة الوفاق” التي تأسست تحت هذا الاسم وتضم عدداً من مقاتلي الشورى الفارين من بنغازي وتتحرك ضمن قوات الصمود التي يقودها صلاح بادي التابعة لمدينة مصراتة. كما نعاه كل من زكريا الفاخري وعلي الريشي وهما إرهابيان فاران أيضاً من بنغازي. وكان المدعي العام العسكري، قد أعلن مطلع العام الحالي في مؤتمر صحافي قائمة بأسماء عدد من المطلوبين المتورطين في قضية مقتل السفير الأميركي في بنغازي في 11 سبتمبر 2012، كان بن دردف من بينهم.
مسيرة حافلة بالتطرف
وتشير تقارير صحافية ليبية إلى أن بن دردف سبق أن سجن في سجن أبو سليم في عهد نظام القذافي فترة قصيرة لاعتناقه الفكر التكفيري، وخرج من السجن في أوت 2011 عقب دخول المعارضين إلى طرابلس، ومن ثم كلف عام 2012 بتولي ملف تعويضات سجناء أبو سليم، كما أن خاله وسام الزايدي سجين سابق أيضاً ويُعدّ أحد مؤسسي أنصار الشريعة في سرت. والتحق بن دردف بعد ثورة فبراير بكتيبة راف الله السحاتي وقوات درع ليبيا 1المقربة من تنظيم القاعدة وشارك في مجزرة يوم السبت الأسود الذي قُتل فيها 41 شاباً من مدينة بنغازي في منطقة أبودزيرة في تظاهرة خرجت تطالب بالجيش وتندد بالميليشيات. وبعد عملية الكرامة التي أطلقها الجيش الليبي في بنغازي وثّق بن دردف علاقته بتنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم داعش مع عناصر أخرى من كتيبة راف الله السحاتي وشارك في القتال ضد القوات المسلحة بمدينة بنغازي قبل أن يفرّ إلى خارج المدينة.
اعتقال وهروب
لاحقاً انتقل إلى مدينة مصراتة، وفي نهاية أكتوبر 2017 عقب عملية إنزال أميركية خاصة أعتقل فيها أحد المشتبه فيهم في قضية قتل السفير، فرّ بن دردف إلى العجيلات ومن ثم إلى صبراتة قبل أن يلقى حتفه جراء الاشتباكات مع القوات المسلحة في مدينة طرابلس. ويقول الصحافي والمستشار السياسي السابق للحكومة الليبية المؤقتة فوزي نجم “إن تواتر ظهور تقارير صحافية لأسماء متطرّفة خطيرة كهذه تقاتل في صفوف حكومة الوفاق سيسهم في إضعاف موقفها الدولي وزيادة الضغط عليها، وإذا نجح الجيش في استغلالها إعلامياً بشكل كبير، قد يسحب البساط من تحتها ويضفي على معركته في طرابلس شرعية أكثر فأكثر باعتباره يحارب أجساماً إرهابية مطلوبة وملاحقة داخل ليبيا وخارجها”.
المصدر : اندبندنت عربية
التعليقات مغلقة.