أحمر… أخضر
بقلم : زينب هذاجي
في لحظة كنت أريد فيها المغادرة بقيت لوقت أطول.
كان الوقت يفقد توازنه ليهوي على كرسي البار بجانبي… تركته يتدحرج تحت ساقينا. أجل كنت قد غيرت مكانك لتكون أقرب إلي. صديقك الذي كان يجلس بيننا التحق برفيقه على الطرف الآخر من الطاولة لينطلقا في غناء المزود بصوت لم يخلق للغناء. أنا اقتربت منك أكثر لأقبلك هههه. لا لم أفعل ذلك… أقصد أردت تقبيلك في البار. هذا البار نفسه الذي أقصده دائما والذي شهد الكثير من الخيبات التي عجنتها كطفلة ورميتها في القمامة… وصوبت نظري نحوك فقط!
أعترف أنك شخص مثير جدا جدا لعقلي. كلامك الذي دار حول نقد نفس الأشياء التي أنقدها دائما
جعلني أتبلل تماما وأفكر في المضي إلى أكثر من القبلة… لا أبالغ حين أقول لك بأن النبيذ لم يفعل بي ما فعلته عيناك وأن تسرد مغامراتك الشيقة في الجامعة والسياسة والطفولة والموسيقى… حاجباك يرتفعان قليلا ورموشك تهوي على نفسي بقوة. انزعجت حين قال النادل بأن المكان سيقفل وأنه يجب أن نرحل. لم يبق غيرنا هناك.
خرجنا متوجهين إلى سيارتك قلت بصوت مثير:
– تحب نمشيو نكملو السهرية في قمرت؟
ضحكت أنا وقلت لك:
– ما تحبش تسمعني غناية؟
قلت ونحن نتوجه لبائع السجائر :
– إي avec plaisir
قمت بانتزاع السيارة من فوق الرصيف انتزاعا وسارت كمركب صغير في البحر. وقفت فجأة عن إشارة الضوء الأحمر وقبلتني بخفة وهدوء يحاكي هدوء الليل في العاصمة المكتضة نهارا كرأسي. تمنيت أن لا يتحول الضوء إلى أخضر. إلى الآن أتوقف طويلا كسيارة أمام الضوء الأحمر وأتخلى عن حقي كمترجلة في المرور!
التعليقات مغلقة.