بقلم : حنان عباسي
ملتقى عليسة الدولي للمبدعات: ” تونس عاصمة المبدعات ” دوم
“لماذا عليسة ؟” كان السؤال مُشاكسا و كانت الإجابة مُرصعة بآبتسامة عاشقٍ لحواء ” لأنها رمز الأنوثة التونسية في جمالها و قوة شخصيتها و ذكائها الفطري و عاطفتها الدافئة ، و لأن المرأة هي المجتمع و أساس كل بهجة و بهاء في هذا العالم ” . و يزيدنا أنه كلما تناول بالحديث شخصية أميرة صور إلا و قلت ” عِلّيستكم جاءت تطلب اللجوء العاطفي فأويناها في قلوبنا ، فنحن قوم بربر لا نهاب شيئا و لسنا غزاة، قوم تهزمنا المحبة و الكلمة الطيبة “هذا الردُّ كان وحده كفيل بقية الأسئلة ،و كان مُناورة لاعب لغةٍ أتقن التحكم بالحرف و ركلِ المعاني لتسجيل قصائد رائعة في شباك الشعر.
الشاعر عادل الجريدي رئيس “جمعية تونس للإبداع و السياحة الثقافية” و التي أسّس من خلالها هذا الملتقى في دورته الثانية بالشراكة مع بيت الشعر فاعلا في التنظيم و دار الثقافة بن رشيق حاضنا له بداية من يوم 16 إلى غاية 20 أفريل 2019 ، يبحث من خلاله على التميز أولا في مواجهة روتين الملتقيات الشعرية و ثانيا إيمانا منه أن المهرجان و الثقافة و الشعر مسؤولية و فكرة و نحت للوجود ، لهذا كان إصراره و منذ خمس سنوات على إنجاز الملتقى بهدف مُحاربة تلك الغزوات الفكرية الرجعية التي تشنها بعض الأطراف في ردة تكفيرية ضد المرأة التي هي عماد هذا المُجتمع الحداثي ، حيث أصبحت مُهددة في حريتها و فكرها و آختياراتها . فكان أن محاربتها لن يكون إلا بالفن و الشعر و التظاهرات الراقية ، و كل هذه المشقة التي نلقاها في سبيل تحقيق نصر المرأة ما هي إلا واجبُ إكرامها و تكريمها .
رفع الملتقى في دورته الأولى شعار ” تونس عاصمة المُبدعات” و بآستفسارنا عن شعار الدورة الثانية جاوبنا مديرها بحماس بأنها ستحمل ذات الشعار دوما ليبقى مركزيا ، لتظل تونس علامة تجارية فكرية تستقطب النساء في كل مجالات الأدب و الفنون ، و لهذا قمنا في الدورتين بدعوة أسماء عربية و دولية لتأثيث الندوات و الأمسيات كالمبدعة بروين حبيب (الأردن) الدكتورة فاطمة نزال (فلسطين) الشاعرة حنين الصايغ (لبنان) ، و لن تقتصرالدورة هذه السنة على العاصمة بل ستحط الرحال في منوبة و زغوان و القيروان . كما خصصت جوائز للمشاركات الفائزات اللواتي سيُعلن عنهن في الآفتتاح بتمكينهن من نشر مؤلفاتهن و إهداء كلٍّ منهن مائتي نسخة من عملها الفائز . و قد تحقق هذا بعملنا على إشراك أطراف فاعلة في الشأن الثقافي نذكر منها : اتحاد الكتاب التونسيين ،معهد تونس للترجمة،وزارة الثقافة ،بيت الشعر القيرواني ،المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس و المؤسسة التونسية لحقوق التأليف و الحقوق المجاورة .
التعليقات مغلقة.