نوبة عشق
بقلم : حنان عباسي
أتذكرين تلك الليلة التي ألهمتني فيها رسمكِ بالقبلات و آلتصقتُ وشما لا يزول على فمك ؟؟ تلك الليلة التي عبثْتِ فيها بترتيب الساعات و غيّرتِ أنظم الوجود ، سحبتني نحو ثقبك الأسود طائرا تائها و أوقعتني مسحورا بعالمك الغريب.. تلك الليلة هدأتُ إليك فهيّجتِ كل خلايا رجولتي النائمة ، أركبتني مطية المنايا و وثبتُ فارسا داوودِيًّا يطلب جائزة طالوت ،، فجاهدتُ رُتّةَ لساني.. و نازلتُ رجفة أوصالي.. و غلبت جالوت خجلي الطاغية..و انتصرتُ لكِ أضمك ضمة البحر لوجه نرسيس الجميل..
تلك الليلة دانى بيننا ليلٌ دجا في ظلمة هادئة و سماء دثّتْ كأنها ترشُّ عطرا على عناقنا.. تلك الليلة.. ولدتُ روحا يتيمة هجعت في قلبك الصاخب.. حبوتُ على أربع المُنى فوق حجرك.. أرضعتني ماء مُقلتيك فسبحتُ فيهما ظمآن و آرتوى لعبا.. ترعرعتُ غِرًّا بين ثناياكِ أعْسفُ الود عسْفا ،أسرقهُ قِطع حلوى كلما افترّ ثغرك عن آبتسامة.. ركضتُ طفلا عابثا بخصلات الشعر المُلتوية أمشطها بأظافري و أضحك..
تلك الليلة.. علمني آنتظام النبض ألاّ أكسر حواجز الصدر الأملس و أن أسير الأناة حتى لا أخدش فيك عصبًا .. فسكنتْ طيِّعا إلى ضلوعك في هدأةِ نوم رضيع.. تلك الليلة.. أتذكرينها ؟؟ تلك الليلة آنتهيْتُ بك مواطنا صالحا لكل الخير.. و أفرغتُ بين يديك وساوس رجلٍ حانق كان الشكُّ قد ملأ عقله.. سلّمتك أمري مطواعا و علّقت على نهديك أحلامي أُسكبيها متى شئتِ في كأس أيامي أعسف به آرتشافا رغم الدهر الحسود.. آختبأتُ فيك من مخاوفي و قيّدت فكري الأرعن بحروفك المنسابة طيبا..
تلك الليلة تحوّلتُ من نسخة بليدة عن رجل بائس إلى عاشقٍ عاقل أحبّكِ بجنون.. تلك الليلة.. أتذكرينها ؟؟ ليتك تذكرينها.. تاريخا لِميلادي، فتحضرين لي في ذكراها هدية ملفوفة و تُهنئينني بأغنية معايدة خاصة و تحتفلين معي وحدي بحضور كل النجوم التي بعثرتها فوق رأسي نيازك أمنيات ذات نوبة عشق .. و تُراقصين فرحي على وقع الخطى الثملة.. ثم .. تُعيدنني نبضا هادئا مُعلّقا بين أجراس قلبك.
التعليقات مغلقة.