“العامل المبدع” من المعمل إلى الركح

بقلم : حنان عباسي

“اسمعني” مسرحية من إخراج الشاف الطاهر علوان ،كانت نتاجا إبداعيا لتجربة آستثنائية طبخها على نار هادئة في مشروع ثقافي أسماه “العامل المبدع” من إنتاج شركة فن المتوسط لإنتاج الفنون الدرامية و جعل وصفته السرية هذه المرة تتمحور حول مجموعة من عمال المنطقة الصناعية ببن عروس لا يمتون بصلة للمسرح و لا تجارب لهم سابقة في التمثيل ، و لكن الشاف راهن على مكونات جديدة أراد إضافتها لعمله الفني بأن حوّل هؤلاء العملة بشواغلهم و مشاكلهم إلى شبه محترفين لأدوات التمثيل على ركح التعبير و البوح بكل ما كتموه لسنوات من العمل الشاق و الصمت المُذل. و هذا في حصة وحيدة أسبوعيا طيلة تسع أشهر من التدريبات .و كنا قد شهدنا مراحل إعداد هذا الطبق الشهي بعد أن سمح لنا الشاف مشكورا بحضور بعض التمارين ، و آستمتعنا بكيفية تطويره و أسعدتنا جدا النتيجة، خاصة و أن حماس المجموعة في تصاعد مطرد و الشاف لازال يفاجىء الجميع و في كل حصة بإضافة لمسات خاصة .

“اسمعني” هي أخيرا صوت العامل يعلو بالحقيقة في نص يُترجم إرادته ، نص آجتمع على صياغته الأحد عشر عاملا/ممثلا و عالج السينغرافيا فيه الطاهر علوان . تعرض المسرحية يوم 13 أفريل 2019 على ركح مسرح الجهات بمدينة الثقافة تونس و تم إنجازها بالتعاون بين وزارة الشؤون الثقافية و برنامج “تونس المبدعة” المُموّل من طرف الآتحاد الأوروبي و ضمن مشروع “تفنن” و تنفيذ المركز الثقافي البريطاني في تونس و في متابعة متواصلة للعمل المسرحي منذ بداياته .