بقلم قيس بن نصر
تفاعلا مع ما كتبه الكاتب الصحفي الناقد منير الفلاح في موقع حلقة وصل حول حيثيات الحلقة الأولى من برنامج ” وحش الشاشة ” للإعلامي سمير الوافي على قناة التاسعة و الذي إستنتج من خلال ما جاء في مقاله أن عودة سمير الوافي لم تأت بأي جديد ، فقد كرر نفسه من خلال إعادة نفس البرنامج السابق ” لمن يجرأ فقط ” و بقي مكررا لنفس أساليب الحوار الذي يرتكز عموما على تحقيق الإثارة و لا غيرها كما ذكر أن الصافي سعيد يعيد دائما في نفس الأراء و المواقف التي تتعلق بالرئيس الباجي قايد السبسي و إدارته لحزبه إلى جانب إعتداده بنفسه على مستوى الرؤية التي يحملها في موضوع حكم تونس و طرق تغييرها في سنوات قليلة ، و تفاعلا مع ما كتبه فإني أقدم الملاحظات التالية :
– أغلب البرامج التلفزية التي تقدم ترتكز أساسا على الإثارة من أجل تحقيق نسب مشاهدة عالية و بذلك تصبح جودة المادة التي يقع تقديمها في مهب الريح و ليست من الأهداف الأساسية التي يرجى تحقيقها ، و تحديدا البرامج السياسية في أغلب القنوات التونسية التي لا تلامس العمق الثقافي و الفكري و المواطني الذي يبحث عنه المتلقي ، و ضيوف البرامج الحوارية السياسية في المشهد الإعلامي في تونس هما صنفان ، الصنف الأول هو الذي يبحث عن الظهور التلفزي صباحا مساءا و يوم الأحد ، لتسجيل الحضور و تسجيل النقاط لحسابه أو لحساب حزبه أو لحساب المصالح الضيقة التي يتموقع من أجلها أما الصنف الثاني فهو الذي يبحث عن حوار سياسي هادىء يقع طرح فيه مناقشة المستجدات الوطنية و تحليلها بكل عمق إعتمادا على التحليل العلمي السليم و السياسات المقارنة و التجارب الناجحة الأخرى في مختلف المجالات .
– في رأيي المتواضع و حسب متابعتي لأغلب البرامج الحوارية التي يحضر فيها الأستاذ الصافي سعيد ضيفا سواء في البرامج التونسية أو في القنوات العربية ، إلى جانب أنني قمت معه بحوار مباشر على أثير إذاعة رباط أفم بالمنستير في موضوع الثورة و journée مسارها الديمقراطي و الإقتصادي و الإجتماعي ، فأني أستنتج أن الكاتب الصحفي الصافي سعيد سياسي مثقف بأفكار عميقة الطرح و رؤى ثرية بالأفكار و تجارب قيمة و متنوعة في المجال الفكري و السياسي و الإعلامي و الدليل أنه الرجل السياسي الوحيد الذي يكتب بغزارة و عمق في الرواية و الجيوبولتيك و السيرة الذاتية و الفكر السياسي و الكتب الإستراتيجية والتاريخية ( 4 روايات و 16 كتاب بين سياسي و تاريخي ) إلى جانب أنه المرشح الرئاسي الوحيد الذي أعد برنامجه الإنتخابي في كتاب بعنوان المعادلة التونسية يحمل طرحا دقيقا في أهم مجالات التنمية ، و لم يعتمد على سرد برامج خشبية كغيره ، إلأى جانب أنه السياسي الوحيد الذي بقي مستقلا عن الأحزاب و الحسابات السياسوية الضيقة البعيدة كل البعد عن التفكير السياسي السليم إلى جانب أنه السياسي الوحيد الذي يثري طرحه بأفكار المثقفين الكبار العرب و العالميين و بالتجارب السياسية و الفكرية الناجحة و بالمعادلات الإقتصادية الناجحة في إفريقيا و العالم .
لكن في رأيي المتواضع الذي أستمده من تكويني الجامعي و المهني في التنشيط و الإعلام ، تبقى جودة الطرح من قبل الضيف كالأستاذ الصافي سعيد عندما يكون في حوار إذاعي أو تلفزي هو رهين ذكاء و عمق و ثقافة المحاور ، لذلك تجده مزاجيا بدرجة عالية مع أغلب المحاورين في القنوات التونسية إلى درجة أنه يغادر الحوار العديد من المرات ، و على عكس ذلك تجده ممتعا و عميقا في أفكاره و في طرحه مع محاوري القنوات العربية لأن الحوار مرتكزا على العمق و الإفادة و جودة الطرح و التقديم التي نفتقدها في أغلب برامجنا الإعلامية التونسية بمختلف أنواعها لأنها تقدم ( بضم التاء ) تحت شعار : ” الإثارة تبرر الوسيلة ” !
التعليقات مغلقة.