الجزائر امام سيناريو التسعينات؟ تحذيرات من عصيان مدني ضد بوتفليقة دعا اليه اسلاميون
الجزائر- علي ياحي
تعيش الجزائر، على صفيح ساخن بعد ترشح عبد العزيز بوتفليقة، لفترة رئاسية جديدة، مع توسع رقعة الاحتجاجات الشعبية الرافضة للعهدة الخامسة، و التي أثارت حالة فوضى رفضت السلطات التعامل معها بعنف كما جرت عليه العادة، تجنبا لمزيد من التأزم، و مع تراجع احزاب المعارضة بقيادة الاخوان المسلمين عن تأطير الشارع، تزداد المخاوف من انفراد جهات اسلامية ممنوعة من النشاط السياسي بقيادة التحرك الشعبي في مشهد يهدد بحدوث صدام بين النظام و الاسلاميين. فهل الجزائر مقبلة على سيناريو التسعينيات مكرر؟
تحبس الدعوات المتواصلة للخروج الشعبي في مسيرات رافضة لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، انفاس الجزائريين الذين يتخوفون من سيناريو التسعينيات، خاصة في ظل تحذيرات من تغيير مسار الاحتجاجات السلمية باتجاه الفوضى والعنف من طرف جهات خفية محسوبة على التيار الإسلامي المتشدد المقصى من النشاط السياسي ممثلا في بقايا حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، حيث يتم الدفع بالحراك الشعبي المناهض لترشح بوتفليقة لولاية خامسة الى عصيان مدني شامل، بمجرد إعلان المجلس الدستوري عن أسماء المرشحين الرسميين للانتخابات المقبلة، خاصة ان الرجل الثاني في الحزب المحظور، علي بن حاج، يتحرك بقوة و يدعو إلى رفض استمرار بوتفليقة، والخروج للشارع للاحتجاج.
وانتقلت موجة التظاهر إلى خارج الجزائر، حيث ينظم مهاجرون مقيمون بفرنسا، وقفات احتجاجية بالساحات وامام السفارات والقنصليات الجزائرية، مطالبين السلطة الحاكمة في البلاد بإنهاء هذه “المسرحية، ويتوقع أن يمتد الحراك الاحتجاجي إلى عواصم أوروبية أخرى، حيث من المنتظر ان تشهد عديد مناطق الجزائر وكذا عواصم العالم ، غدا الجمعة، مسيرات ووقفات احتجاجية دعت اليها جهات مجهولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قابلتها شعارات رافضة للخروج للشارع ومطالبة بالهدوء و التعقل و الحذر من الانزلاق.
ويتم التشجيع على التحرك عبر عديد الوسائل، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ان حادت الصحف و القنوات الخاصة عن خطها المهني و لجوئها الى تجاهل الحراك الشعبي مقابل اظهار محاسن الرئيس بوتفليقة في تحول وصفه الشارع بالمخزي، الامر الذي نشط مواقع التواصل الاجتماعي اين يجري تداول فيديوهات لمظاهرات ضد الولاية الخامسة، عبر مختلف مناطق البلاد، بمشاركة مواطنين من مختلف الأعمار، وفي مقدمتهم الشباب.
و حذرت احزاب المعارضة من خطورة التعامل بعنف مع الاحتجاجات، حيث حذّرت من قمع المظاهرات التي تشهدها عديد الولايات ضد العهدة الخامسة، و من الاستفزازات والقمع المسلط على المتظاهرين، وعبرت عن قلقها من خطاب التخوين الذي تتبناه السلطة ضد معارضي العهدة الخامسة، و من أن يكون ذلك مبررا للعودة إلى العنف، خاصة في ظل تكرار استعمال عبارة “أعداء الداخل” التي كانت تستخدم في التسعينيات لتبرير اللجوء إلى العنف. و في ذات السياق، توقع وزير الاتصال والدبلوماسي الجزائري الأسبق، عبد العزيز رحابي، تحول الحراك الشعبي إلى عصيان مدني شامل بمجرد إعلان المجلس الدستوري يوم 03 مارس المقبل، عن أسماء المرشحين الرسميين للرئاسيات، و قال ان الشعب يعلم ان الحديث عن عهدة رئاسية خامسة لبوتفليقة، غير صحيح، والحقيقة هي عهدة ثانية لشقيقه الأصغر السعيد، وتابع انه يظنون أن الشعب الجزائري غير واعي، وهم قادرون على إسكاته ببعض التصريحات والوعود، “لكنهم يجهلون التاريخ الجزائري على ما يبدو”، موضح انه بإعلان العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، أحس الشعب الجزائري أنه أصيب في كبريائه وكرامته وحتى شرفه، بعد ان اصبحت الجزائر محل سخرية ومضحة في العالم، وهذا أمر خطير جدا.
التعليقات مغلقة.