conto erotico

عشر سنوات والدولة تُداس تحت الأقدام …

بقلم : رشيد الكرّاي

يميل زعماؤنا السياسيون إلى المهاترات السياسية ، على عكس السياسيين في المعمورة الذين يدرسون المشاكل لتفاديها بأقل السبل وإثارةٍ للشقاق. أما الزعماء عندنا فيتسلّوْن بالمشاكل والغوص فيها وبإدامة الأزمات، لا بل أدمنوا عليها

السياسي عموما وصاحب القرار خصوصا في بلدنا بعد عشر سنوات من ذلك التاريخ المعلوم ، يتسلّى بالغوص في المشاكل ، بل بات إنتاج المشاكل بالجملة أو بالتتابع لديه فولكلورا. هكذا هو مثلا المسمّى بائتلاف الكرامة وزعيمه الدونكيشوتي ، من مجابهة إلى أخرى ، من سعي لتدمير هذا إلى تدمير ذاك ، ومن حرب إلى أخرى ، لكأنَّ العنف بات لديه ولدى أتباعه نوعا من الإدمان ، كوكايين أو هيرويين الحياة .

يمكن وصف المهاترات السياسية باعتبارها أنموذجا لشعبوية خطاب الطبقة السياسية ، فهذه الطبقة تسوّق نفسها على أنها – دون غيرها من بقية الجماهير- تملك الحنكة والخبرة والدراية في معرفة دهاليز السياسة، وما يخطط له الأعداء من مؤامرات . ولذلك تجدها تقاتل على أكثر من جبهة ، تارة تجدها تهاجم خصوها من السياسيين ، وأخرى تجدها تهاجم دولا من الجوار الإقليمي أو دولا كبرى باعتبارها تملك مشروعا يستهدف تونس وشعبها . ويتم تسويق ذلك في خطاب سياسي مشحون بالعبارات الطائفية والوطنيّة الزائفة ضد الآخر الشريك بالوطن وتخوينه.

وتتعالى أصوات زعماء المهاترات السياسية في مواسم الانتخابات ، وتكون البوصلة مفقودة بشأن التمايز بين الحلفاء والأعداء ، إذ نعيش أجواء حرب باردة حتى بين القوى السياسية التي تدّعي أنها تنتمي لنفس العائلة ، ولا يكاد يخلو حديثهم عن المتآمرين الذين أفشلوا مشاريعهم السياسية التي كان هدفها بناء دولة ، وعن المنجزات والعمل بظروف صعبة وتحديات أمنية وسياسية لم تواجهها أي دولة أخرى ! ويبدو أنهم لم يقرؤوا عن صدارة تونس لتصنيفات الدول الأكثر فشلا وفسادا .

قبيل فترة الانتخابات يقدم الزعماء أنفسهم بعناوين حُماة الوطن ومحاربي الفقر والفساد ، ويكون هناك ما يشبه الاتفاق الضمني لتحشيد الجمهور واستغلاله من خلال المهاترات ، وما إن تنتهي الانتخابات تجدهم يجلسون على طاولة واحدة للتفاوض بشأن تقاسم المناصب الحكومية. وهذا اللعبة يكون الجمهور شريكا فيها لأنها تتكرر في كل انتخابات ولكنه لا يعاقب اللاعبين فيها على محاولتهم التلاعب فيه.

تمثّل المهاترات السياسية أنموذجا لخطاب سياسي مأزوم بالشخصنة، وتعبر عن محاولة اختزال الوطن والدولة بمزاج الأشخاص الذين تحولوا بفضل وصولوهم إلى السلطة أو عناوينهم الرمزية إلى قادة في بلد يعشق فيه الجمهور الزعامات والذوبان في أوصافهم ومقولاتهم من دون تقييم أفعالهم. وفي مجتمعاتنا التي تعاني من التضخم المفرط بالسجالات السياسية ، وغياب الدولة ومؤسساتها عن ممارسة دورها السياسي ، تكون المهاترات وسيلة لتضليل الجماهير والتعمية على الحقائق وتسويق الخلافات السياسية على أنها تعبر عن قضايا مصيرية لحقوق الطبقات المسحوقة ، ويتحوّل زعماء الأحزاب وأتباعهم إلى ضيوف دائمين في برامج التلفزيونات الحوارية.

فعندما يتخلّى البرلمانيون عن وظيفتهم في الرقابة والتشريع ويتحوّلون إلى ضيوف دائمين في البرامج الحوارية في الفضائيات ، ويعبّرون فيها عن قناعات زعمائهم ، وتكون خلافاتهم حول توزيع الحصص في المناصب العليا، فهذا النموذج من المهاترات السياسية لا يوجد إلا في بلد مثل تونس .

وكل زعيم من زعماء المهاترات يريد أن يخبرنا بأنه يملك القدرة على حلّ جميع الأزمات في البلاد ، لكن المشكلة في الآخرين الذين يعرقلون مسيرته! وبالنتيجة أصبحت المهاترات السياسية واحدة من أهم معوقات وجود زعامة سياسية تؤهلها إلى أن تكون كاريزما وطنية. ولذلك لم تترك المهاترات رمزية وطنيّة إلا وحوّلتها إلى مصدر للجدل وحتى التسقيط والترذيل السياسي ، لأنها لا تؤدي إلا وظيفة واحدة فقط ، وهي تفرقة المجتمع وتمزيقه ، أو الإبقاء عليه ممزقا بكانتونات عقائدية وحزبية.

المهاترات السياسية تعبر عن نوع من الانفصام بين الزعامات والجمهور ، باستثناء جمهور الأحزاب السياسية ، وأغلب الخطابات يمكن وصفها بأنها عبارة عن توهّم بوجود معركة بين الحق والباطل يقودها زعماء الأحزاب ، وإن القدر قد اختارهم ليقودوا هذه المعارك التي تعبر عن شعارات وأيديولوجيات لا علاقة لها بمعاناة المواطن ومتطلباته .

والمحصّلة أنّ الأوطان لا تبنى ولا تعمّر بوجود زعامات تتناحر فيما بينها في وسائل الإعلام ، وتجلس على طاولة واحدة عندما يحين موعد تقاسم المناصب والحصص في مؤسسات الدولة. وعندما تكون المنظومة السياسية محكومة وفق رؤية المغانم فلا يمكن التعويل على هذه المنظومة أن تسلّم قيادة البلد إلى من يملك مشروعا حقيقيا لبناء الدولة ، لأنهم يدركون تماما أن وجود الدولة لا يمكن أن يجمع المتناقضات بين مصالح مافيات حزبية وبارونات فساد ، وبين تحكيم القانون في إدارة أمور الدولة والمجتمع ….

 

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/