conto erotico

لماذا نميل نحو التّفاهة ؟؟؟

بقلم : رشيد الكرّاي

فجّرت منوّعة تلفزية نهاية الأسبوع المنقضي على إحدى القنوات الخاصة وما رافقها من ابتذال وانحطاط ومسّ من قيمة واعتبار المرأة التونسية ، جدلا كبيرا تقاسمته النخبة والعامة من الناس ، وذهب إلى إدانة هذا القرف الإعلامي وما احتواه من سطحية وعبث بالأخلاق العامّة وحثّ للشباب خاصة على تجاوز كل الخطوط الحمراء .

والحقيقة أنّه لا بد اليوم من الاعتراف والإصداع بأن انتشار وشيوع المحتوى السطحي والهش والفظّ في بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ، كما شاهده ويشاهده التونسيون في أكثر من مناسبة وأكثر من قناة خلال هذه العشرية من عمر “الثورة” وكان آخرها المنوّعة التلفزية المشار إليها آنفا ، يعود إلى إقبال الكثير منّا على مشاهدته ، فلو لا نسب المشاهدة العالية ، والدعم الجماهيري الكبير الذي نقدّمه نحن المتلقّون الشرهون ، ما استمر أولئك المهرّجون يوما واحدا ، ولما أصبحوا نجوما تُدفع لهم الأموال الطائلة ويحتلّون مقاعد كبار المثقفين .

 لذلك أجد أن السؤال الجدير بالطرح هنا ليس لماذا يطغى المحتوى التافه على وسائل الإعلام والتواصل ؟ بل الأجدر أن نسأل : لماذا يميل الناس لهذا المحتوى البائس رغم إجماعهم على سوءه واتّفاقهم على خطورته ووجوب محاربته .

الأمر يتعلق في رأيي بما يسمّى بالذوق العام ، وهو مصطلح يعني مجموع ما يتّصف به السواد الأعظم من أفراد مجتمع ما ، من صفات مشتركة في اختياراتهم الثقافية والاجتماعية العامة ، حيث يدخل في تشكيل وصناعة هذا الذوق العام عوامل عدّة ، من أهمّها التعليم والحالة الاقتصادية والاجتماعية ، كما أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بجانب المتعة في شخصية الإنسان – وهذا ما يهمّنا اليوم – فالإنسان بطبعه لديه ميل فطري نحو المتعة ، ونحو كل ما يجلب له السعادة والبهجة ويُبعد عن الكلل والكدر .

لا شك أن ازدياد تعقيدات الحياة المعاصرة ، وطغيان الرأسمالية المتوحشة التي سحقت الإنسان تحت وقع صناعاتها وتكنولوجياتها ، كبّلت الإنسان كثيرا ، ووضعته تحت أنياب ضغوطات نفسية وعصبيّة حادّة ، لذا فإن تحدّيات الحياة ، وحروب الإنسان اليوميّة المستنزفة هي ما تدفعه دوما للهرب من الجدّية بكلّ أشكالها نحو السخرية والتعليقات الهزلية ، وصولا لتسطيح المواضيع والمفاهيم المعقّدة ، وتجريدها من أيّ جدّية أو منطق ، وهو ما يفسّر سبب كساد أسواق الثقافة الجادّة بمختلف محاملها.

لقد أصبح الحلّ بالنّسبة للإنسان المرهق من سباقات الحياة اليومية الشاقّة ، هو التهام طبق يومي كبير من المحتوى السّاذج المضحك الذي لن يكلّفه شيئا ، ولن يشغل تفكيره المرهق ، والأهم أنّه لن يحرق أعصابه المتلفة أصلا من أخبار السياسة والسياسيين والحروب والفيروسات المتوحّشة .

في مصر – وقد انعكس ذلك علينا وعلى مجمل الدول العربية -وخلال ثمانينات القرن الماضي التي تميّزت بالانفتاح الاقتصادي وانقلاب المفاهيم الثقافية ، نشأت ظاهرة غريبة عجيبة في قطاع صناعة السينما ، أطلقوا عليها ظاهرة أفلام المقاولات ، وهي أفلام ساذجة تنجز على عجل وتشبه في محتواها المحتوى السائد اليوم في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من حيث الركاكة والسطحية .. العجيب أن هذه الأفلام التافهة كانت تحقق أرقاما خيالية في شبابيك التذاكر ، وتقبل عليها الجماهير أفواجا وجماعات ، بينما تسقط الأفلام العميقة والجادّة سقوطا مدوّيا .

ما يقال عن السينما والإعلام ووسائل التواصل ، يقال أيضا عن الكتب والأغنية وكل أوعية الثقافة .. فالمحتوى التافه يفسد الذوق العام ويهبط به في كل شيء تقريبا .. وطالما كان المتلقّي الذي يشكّل لبنة الذوق العام مثقلا بهموم الحياة مكبّلا بقيودها ، فسيستمرّ هروبه نحو العبث والسطحية ، وسيبقى زبونا دائما لدكاكين الرداءة والتفاهة التي ستكبر أكثر وستُفسد أكثر وأكثر …

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/