conto erotico

في القدس المحتلة.. “مغرم يا ليل” تنافس “وين الملايين”

 

 

بقلم: لينا أبو هلال – القدس المحتلة

 

تأبى هذه المدينة التي تتصدر قلب العالم إلا أن تلفح بمصائبها صدر نخوتك أيها العربي، فلعل قلبك يستجيب لصرختها المنذرة بأن القادم لا يبشر بصفاء سمائها وقد لا يسطع نور قبابها بعد اليوم، بل ستتوالى الفجائع التي قد لا تصل إلى أذنيك بفعل تهاونك أو خوفاً على قُوت ابنك الذي يساومونك عليه.

قبل اليوم، كان حلم كل مقدسي أن يرى علم أي دولة عربية يرفرف في سماء القدس، وأن تُطلق أمهات الشهداء في المدينة الزغاريد لتُطرب أسوار المدينة الصامدة وترقص العصافير احتفاءً، غير أن مشهد عَلم تلك الدولة العربية الشقيقة الذي ينسدلعلى أسوار المدينة المقدسة ويلتصق بـ عَلم العدو قد أدمى القلوب هنا وبدد الحلم، وجعل أسوار المدينة تأن الوجع وهي تخلع ثوب أحلامها المطرزة بالعزة لترتدي ثوب الخيبة المطرز بخيانة الأشقاء رغماً عنها. لقد حَمَلَنا هذا المشهد إلى يوم الهزيمة الذي أبكي رجال الأمة قبل خمس عقود، وجعلنا نسخر من أنفسنا عندما كانت شوارع المدينة المقدسة بعدها تصدح بأصوات الثورة.

ففي تسعينيات القرن الماضي، وفي القدس المحتلة وفي شارع صلاح الدين تحديداً، وحيث تزف الحياة أنفاسها بعد ظهر كل يوم “سبت”، وحيث فتيات وشبان المدينة المقدسة على موعدٍ مع ساعة أو أقل من التجول في شارعٍ اعتادت المدينة المقدسة أن تزينه بحضور الشبان في يوم إجازتهم الاسبوعية، تتعالى أصوات الاغاني لتعج المكان، وتستجيب لها أصوات الشبان.

“وين الملايين” تنافس “مغرم ليل”! أما الشبان، فتجدهم منقسمين بين من يبحث عن فتاته ليغازلها وبين من يحاول اقتناص الفرصة الملائمة لمداعبة الرعب في قلب هذا الجندي، وأنا! وكعادتي، أختار منتصف الشارع، لأمشيولأراقب، وغير آبهة بصوت صديقتي التي تحاول اصطحابي إلى أحد أرصفة الشارع المنقسم بين “وين الملايين” ومغرم يا “ليل”. وتتعالى أصوات الألحان ويتعالى صوت الفنانة جوليا بطرس في واحد من أكثر شوارع القدس حيوية في تلك الأيام، وهي تسأل كل عربي، وين الملايين؟ فتجد شبان القدس يقدمون لها الإجابة المغلفة باليأس والتكهن بما هو آتٍ، خاصة وأن مدن الضفة الغربية في حينها كانت على موعدٍ مع مهرجانات استقبال العائدين من أبناء فلسطين في الشتات ومن خلال اتفاقأسموه “سلام” مع العدو… وأتابع أنا المشي في منتصف الشارع وعيني لا تغفل عن مراقبة ذلك الجندي الإسرائيلي الذي يراقب بنظراته كل شاب وفتاة تمر من هذا الشارع وبجاهزية تامة لإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص في أي لحظة قد يخرج بها الشاب المقدسي عن لحظات “مغرم ليل” للاستجابة لـــــ “وين الملايين”…

وككل سبت، تختتم الجولة “السبتية”، بضباب يعج سماء المدينة بقنابل الغاز، وتكتظ مواقف الحافلات بحضور وأصوات الطلبة والشبان معلنين أن “مغرم يا ليل” ما هي إلا أداة مقاومة لتستمر الحياة، وأما الحقيقة فهي تكمن في “وين الملايين”، الملايين من العرب اللذين تخلوا عن المدينة المقدسة وآثروا الغرام مع العدو لتخيّب آمال شارع صلاح الدين وأبناء المدينة المقدسة، فها هو هذا الشارع يعاني اليوم من محاولات إفلاس تجّاره وتهويده حاله كحال العديد من أحياء المدينة المقدسة.

واليوم، وقد مرّ أكثر من عقدين ونصف على تلك الأيام، وأنا أتابع أحوال بيتنا الداخلي تارة، وبيتنا الأكبر وهو وطننا العربي تارة أخرى، وأتساءل هل يعقل؟ هل يعقل أن تُشيّع النخوة العربية مثواها الأخير هنا في القدس، وهل هذا ما نادت به شوارعها؟ “وين الملايين”؟ هل حقاُ سيأتي الملايين من العرب إلى هنا؟ إلى مسقط رأسي؟ إلى المدينة التي كانت شاهدة على خطواتي الأولى للحياة؟ هل سيأتي العربي إلى القدس المحتلة ليمارس “مغرم يا ليل” مع من احتل بوابة السماء ومع من منع كل عربي أن يسجد في مساجدها ومسرى نبيها ويضيء شمعة في كنائسها طوال خمس عقود؟ هل سيسمح العدو للأشقاء العرب أن يهتدوا إلى مسرى رسول الله الذي أوجب الجهاد على كل مسلم؟ هل ستكون بوصلة الكرامة العربية “القدس” وجهتكم؟ وهل لنا أن نحلم بأن الصلاة فيها قد تنعش نخوتكم؟

يا من آثرتم خيانة قضية العرب الأولى وعانقتكم العدو من خلال اتفاقيات اسميتموها كما تريدون، أهلا وسهلا بكم في مدينتي التي تبعد عن منزلي أقل من 2كم ولا يمكنني وصولها حيث يفصلني عنها حالياً جدار فصل عنصري، أهلا وسهلا بكم يا أبناء عروبتنا وبدولتكم التيتبعد عن القدس ما يزيد عن الألفين كيلو متر. لقد أصبح بإمكانكم اليوم ومن خلال مصافحة العدو أن ترتادوا شوارع مدينتي في أي وقت ودون الحصول على تأشيرة دخول، فأنتم منذ اليوم خلعتم ثوب العزة وصممتم آذانكم عن صوت فلسطين واستبدلتموه بالغرام مع أعداء الأمة، هنيئاً لكم سلب آمالنا وتهويد عزتنا، هنيئاً لكم أيام “نشوة” معدودات وأيام معلومات ستنتهي كحال كل علاقة غير شرعية لا يباركها الله، وحين تكون فلسطين أرضاً لجثمانكم الطاهر أو لعنة لخيانتكم….

 

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/