conto erotico

حين يضحك التونسيون في زمن البكاء …

بقلم : رشيد الكرّاي 

يستمدّ هذا المقال عنوانه من المقولة المتداولة “شرّ البليّة ما يضحك” وهي تشير بوضوح إلى أن الضحك المصاحب للمواقف الفاجعة والمستفزّة يحل محلّ البكاء ، وقد يكون أحيانا أكثر تعبيرا وإفصاحا من البكاء نفسه، وأكثر قدرة على نقل ما تحمل النفس البشرية من مواجع وهموم ثقال . ولا أظن أن زمنا قد مرّ على الشعب التونسي يشبه من قريب أو بعيد الزمن الراهن وما يبعثه من الضحك الباكي أو البكاء الضاحك ، ولعلّ ما يحدث في مجلس “ضيعة الغنوشي” أتعس الأمثلة وأمرّها ولا يستأهل أيّ تعليق . إنه زمن تهاوى فيه كل شيء جميل ، وصعد على أنقاضه كل شيء قبيح ابتداء من المحبة التي اختفت وتكاد تتلاشى بعد أن كانت سائدة بين كل أبناء الشعب ، وتحوّلت في الغالب إلى كراهية سوداء ، يُروّج لها بعض الساسة الباحثين عن أمجاد رخيصة بأقل التكاليف وأسوأ السبل .

كما اختفت وتكاد تتلاشى أناشيد الوحدة ليحل محلها صراخ محموم يدعو إلى التشرذم والعودة إلى المفاهيم القبليّة والانكفاء المناطقي في تحدٍ سافر للعقل والمنطق ومبادئ التفكير السليم ، وهو ما نعيشه منذ سنوات خاصة في مناطق الحوض المنجمي وولاية تطاوين وكامورها .

ومن الواضح أن زمن البكاء الراهن قد ترك بصمته المخيفة على حياتنا جميعاً ، ولا نستطيع أن نستثني أحدا ، حاكما كان أو محكوما، غنيا أو فقيرا ، عالما أو جاهلا ، فالمحنة التي يمر بها الشعب التونسي مع نفسه ومن قِبَل أعدائه وهم من الداخل قبل الخارج مذهلة ومحيّرة ، وبعد أن عمّت الجميع وفتحت أبواب الهمّ الفائض على كلّ القلوب بما فيها قلوب أولئك الذين كانوا يلتزمون موقف اللامبالاة ، فقد صاروا يدركون أن الواقع الذي هم جزء منه بات يقترب من حافة الهاوية ، وأن العلاج لم يعد ممكناً . وحين ترتفع الأصوات الضاحكة من هذا الوسط أو ذاك فإنها تحمل في ثناياها الكثير من الآهات والدموع . وليس بعيدا في مناخ كهذا أن تصاب القيادات الفكرية والسياسية بحالة من التبلّد وغياب الرؤية الصحيحة وتصير مواقفها بلا معنى أو هدف مهما كابرت أو ادّعت غير ذلك .

في هذا الزمن ، زمن البكاء ، نستطيع أن نشاهد الهامات المحنيّة وأن نرى الإنسان التونسي خصوصا المثقف وهو يبدأ بالضحك أو بالأصح بالبكاء على نفسه أولاً، بعد أن يعترف بعجزه عن إثبات وجوده الإيجابي بوصفه كائنا حيا وشاهدا على عصره ومساهما في تطوير محيطه . ولا غرابة في مناخ كهذا أن يستبدّ به الشعور بالألم وأن يصطدم بعبثيّة الواقع ثم بهذا الكمّ الهائل من الخصومات والخلافات ، وفشل الوصول إلى شواطئ الطمأنينة والأمان، وما يتبع ذلك من مأساوية تدمير الذات .

ومن السهل الإدراك بأن ثمة فارقا كبيرا بين ما كان عليه حال هذا الإنسان قبل عقد من الزمن وحاله الآن . وما ينبغي التنبيه إليه أن هذه الذروة المخيّبة للآمال لم تأت فجأة ، وإنما هي وليدة تراكمات بلغت أقصى مدى لها بعد الإحساس بفشل الثورات العربية الأخيرة وانقضاض تيارات الإسلام السياسي المدمّرة عليها ، والمواقف المنحرفة التي تعتنقها النخب السياسية الحاكمة والنخب المعارضة التي تسعى إلى الحكم ، رغم ما يُروّج كذبا من أن المثال التونسي هو نقطة الضوء الوحيدة في هذه الثورات .

ولعلّ ما يستدعي التفكير بعيدا عن الضحك والبكاء معا ، قول بعضهم في تصنيف أخطاء المرحلة الراهنة أن هذا الذي يجري في الساحة التونسية ما هو إلاّ تعبير عن فائض الأنانية وما تشيعه في الحياة السياسية والاجتماعية من ازدواجية صارخة تجعل الفرد في المجتمع التونسي يفقد توازنه الأخلاقي والنفسي ، ويتجاهل أهمية التعايش والتسامح وعلاقة ذلك كله بانخفاض منسوب الوعي والحرية . وأقصد بالحرية هنا تلك الحالة من الإحساس بالقدرة على الإبداع والمشاركة في التغيير، لا تلك الحالة الاستعراضية التي من شأنها أن تحوّل الحرية إلى قيمة سلبية مدمّرة ، وإلى دعوة للفوضى وإعمال النصل فيما تبقّى من أجزاء سليمة بجسم الوطن إن وجدت .

والخشية كل الخشية بعد هذا أن نعجز يوما حتى عن الضحك الباكي ، ولا يبقى لنا غير البكاء المرّ كالنساء على وطن لم نحافظ عليه كالرجال …

التعليقات مغلقة.

https://www.tamilkamaverisex.com a bushy oriental pussy offering.
www.kambimalayalamkathakal.cc bad stepdaughter sucking and riding.
map of the princess.https://mysexstory.pro/