بقلم : رشيد الكراي
التقية لدى الإخوان هي إظهار ما لا يبطنون ، وهي شكل من أشكال الكذب الذي يبدعون فيه أيّما إبداع ويقنعون به حدّ العقيدة أتباعهم ومريديهم . وسيل الكذب لدى إخوان النهضة في تونس لا يكاد ينقطع يوما منذ هلّ هلالهم المشؤوم على أرضها ذات شتاء من سنة 2011 ، لكنّه أخذ منحى تصاعديا دراميا خلال محنة كورونا التي هزّت وما تزال كل دول العالم تقريبا ، معتقدين أنّه باعتكاف غالبية أبناء الشعب لبيوتهم التزاما بالحجر الصحّي العام ، يسهل عليهم تمرير حبوب كذبهم وابتلاعها بسرعة ودسّ السّم بالعسل ، خدمة لمصالح “الأممية الإخوانية” وقياداتها العليا التي يمثّلها السلطان العثماني الطائش أوردوغان .
خذوا عيّنة من عيّنات أكاذيبهم المفضوحة التي جاءت على لسان أكثر من رمز من رموزهم : الغنوشي كرّس خمسين عاما من عمره في خدمة الشعب التونسي ، الغنوشي هو المجاهد الأكبر لتونس ومناضلها الأول من أجل الديمقراطية ، الدبلوماسية البرلمانية وتعني اصطفاف تونس في سياسة المحاور والتدخل في شؤون الآخرين ونصرة طرف صراع على طرف آخر ، منع السياحة الحزبية وتعني المحافظة على كتلة مقاول سياسي تلاحقه عديد قضايا الفساد والتهرّب الضريبي ، النهضة تتعرّض لحملات شيطنة وتشويه ، المعارضون هم حفنة عملاء للمحور الإماراتي السعودي ، النهضة هي العلامة البارزة للانتقال الديمقراطي بتونس وهي تعمل فقط من أجل المصلحة الوطنية التونسية
والحقيقة أن القائمة تطول ولن تنتهي من أكاذيب إخوان تونس بما يجعل المرء يحتار في أمر هؤلاء القوم وكيفية التعامل معهم بشكل لم يسبقهم فيه الأولون والتابعون . صحيح أن تمر بالفرد بعض الأوقات التي يشعر خلالها بأنه محاط بمن يكذبون ، الأمر الذي يشعره بالضيق من سماع كذبهم مرة بعد أخرى ، لكن صبر المرء ينفذ حين يسمع الكذب الذي لا يحمل أي سبب لحدوثه.
ويطلق على الكذب المتكرر الذي يأتي بدون أي دافع من ورائه العديد من المصطلحات كالكذب المرضي وهوس الكذب وغير ذلك من المصطلحات. لكن ما يجب التأكيد عليه أن الشخص الذي يتعامل بالكذب باستمرار قد يتسبب بالأذى تارة ، ويصعب ملاحظته في غالب الأحيان ، فهو قد يكون ذلك الشخص الجذّاب الذي يلتفّ حوله الكثيرون لكن قد تأتي لحظة تكتشف أنه مهووس بالكذب.
وحسب دراسات علمية يُنصح عندما تتمكن من تحديد أن فردا يكذب بشكل متكرر فيكون عليك التعامل بحذر معه وذلك من خلال اتباع ما يلي:
_ لا تجامله في كذبه : قد يخبرك إحساسك بأن ذلك الشخص يكذب بشكل مستمر وهنا يمكنك أن تنظر له نظرة تشعره بأنك كشفت كذبه ، وهذا لن يجعله يستمر بما يقوم به وسيكون عليه إما الاكتفاء بالاستماع أو الانسحاب للحديث مع شخص آخر لم يكشفه بعد.
_ افترض الكذب بكل ما يقوله الشخص الكاذب : لو علمت بأن فلانا يكذب باستمرار فلا يجب عليك أن تقوم بتصديق أجزاء من كلامه ، إلاّ لو كان لديك الدليل على صدقه . أما في حال لم تكن تحمل ذلك الدليل فتعامل مع كلامه بأكمله باعتباره كذبا إلى أن يثبت العكس.
_ تجنب مجادلة الشخص الكذّاب : لا يوجد أي فائدة من مجادلة الشخص الكذّاب، طالما أنك لن تصل للحقيقة مهما طال الجدال ، لذا فمن الأفضل عدم خوض نقاشات طويلة معه وتجنبه قدر الإمكان.
وقد تكون هذه الحلول والنصائح فاعلة ومؤثّرة في التعامل مع شخص كذّاب ، إلاّ أنّ الأمر يزداد تعقيدا ولخبطة حين يتعلّق الأمر بجماعة تحترف الكذب كما جماعة الإخوان ، وتعظُمُ المأساة حين تعلم أنّ الكثيرين من حاملي الرؤوس الفارغة والعقول الخاوية يصدّقون كذبهم بل ويتحوّلون إلى معاول سبّ وشتم وهتك أعراض الأصوات المعارِضة رغم رجاحة الحجج وسلامة البراهين ، وهو الحال الذي نعيشه في تونس للأسف ، واستمراره يعني ببساطة أنّ أبواب جهنّم مشرّعة أمامنا جميعا وسنكون ومعها كل البلاد حطبها الذي لا ينطفئ له لهيب ، وتذهب البلاد ضحيّة لمن يصرّون إلحاحا على أنهم معيز ولو طاروا ، وما يعرفوه بقري كان بالكرشة …
التعليقات مغلقة.