باسم ابو سميه
لا احد من مرشحي الحزب الديمقراطي سيكون قادرا على مناطحة ترامب والتغلب عليه سوى بيرني ساندرز ، وهو بالمناسبة مرشح مستقل ، ولكن حلمه بدخول البيت الأبيض كرئيس لن يتحقق بل يبدو أمرًا مستحيلا لسبب واحد هو ان الديمقراطيين يرون في فوزه كابوسًا بالنسبة لهم ولن يسمحوا بان يتحقق ، بل انهم يرفضون مجرد التفكير بذلك ، ولا جدال في هذا ..!؟
هذه واحدة من حكايتين تشغلان بال الاميركيين هذه الأيام الاولى ما ذكر سابقا عما يروى عن ساندرز الذي يبدو أقوى حظوظا من بقية المرشحين الديمقراطيين ال٢٢ ليكون مرشح الحزب الديمقراطي الوحيد للرئاسة . والثانية ما يتردد عن توقعات تشبه التأكيدات عن فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب بولاية ثانية في الانتخابات المقررة في شهر نوفمبر لسنة 2020 ، وتلك التأكيدات مردها إلى تنامي شعبية ترامب واصطفاف الحزب الجمهوري خلفه بينما يعيش الحزب الديمقراطي حالة تفكك . أني على يقين بانكم على علم أي الحكايتين اقرب إلى الواقع !؟…
بين الحكايتين تفاصيل صغيرة كثيرة ولكنها ليست بالمثيرة ،بدءًا من ان احتمالات فوز ساندرز بالرئاسة أمام المرشح الجمهوري ترامب تكاد تكون معدومة ، رغم تعاظم شعبية بيرني واتساع رقعة المؤمنين بأفكاره ، ولكن الفشل لن يقف عند ساندرز بل سينسحب على المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي جو بايدن . هل هذا يعني أن الرئيس الحالي دونالد ترامب سيفوز بولاية ثانية وسيحتفظ بكرسي الحكم ويمكث في البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة . بكل ثقة اقول : نعم ، هذا صحيح تماما ، فليس هناك منافس من مرشحي الحزب الديمقراطي قد يشكل عائقًا أمام ترامب ..
قد يكون هذا القول عامل احباط لمؤيدي الحزب الديمقراطي ولبعض المتنازعين المختبئين وراء المصالح الذاتية. فالأمر محسوم حتى وان ارتفع مستوى التقديرات باختيار ذلك الرجل الطيب المستقل الذي يخوض معترك الانتخابات وحيدا بعيدا عن اجواء المؤامرات الحزبية ، ليكون مرشح الحزب في مقابل ترامب بعد ان بدا باقي المرشحين في التساقط واحدًا تلو الآخر . فالحزب الديمقراطي وليس الجمهوري. هو العدو اللدود لساندرز وهو الذي يكره له الخير وهو الذي لن يسمح له بالفوز ولذلك لن يصبح رئيسا الأمر المحسوم هو انه لا بيرني ساندرز ولا جو بايدن سيفوزون بالرئاسة . بل انه ترامب بدعم حزبه وخصوصا جماعة المحافظين بعد نقاط التفوق الكثيرة التي وضعها ترامب في صناديق الاقتراع بالخطوات التي اقدم عليها ومنها قتل قائد فيلق القدس الإيراني سليماني والمهندس نائب رئيس الحشد الشعبي وكل خطوة اقدم عليها مؤخرا أو يقدم عليها مستقبلًا تضاف إلى رصيده لدى جمهور الناخبين . . فماذا فعل الديمقراطيون في المقابل سو تقديم لائحة الاتهام ضد ترامب وخطوة قد تصيبه بصداع سياسي حاد وتهز كيانه مع انها لن تودي الى عزله . ما فعله خصوم ترامب الذين يصفهن بالراديكاليين ليس كافيا لضمان عدم فوزه في الانتخابات القادمة ولا هي كافية بفوز مرشحهم وهنا سوف تتكرر التجربة السابقة حيث فشلت هيلاري كلنتون مرشحة الديمقراطيين صاحبة الإرث الحزبي والسياسي الطويل أمام شخص لا يملك تاريخًا يذكر لا حزبيا ولا سياسيا .
هذه هي إذا النتيجة الطبيعية للوضع السائد في أوساط قيادات الحزب الديمقراطي ، يتآمرون على بيرني ساندرز المرشح الوحيد الذي يمكنه الفوز بالرئاسة . انها نتيجة مناخ يعيش فيه الحزب الديمقراطي حالة من التآكل والتفكك في الوقت الذي يبدو فيه الحزب الجمهوري موحدًا ومتماسكًا خلف دونالد ترامب الذي لم يكن يعتبر نفسه مرشح الحزب . الكل يعلم بان المعضلة الأساسية للحزب الديمقراطي هي افتقاره إلى السخصية الحزبية القادرة على مناطحة مرشح الجمهوريين أيًا كان ، سواء كان ترامب ام سواه . حتى ان المرشح الذي كانت استطلاعات الرأي تظهره اكثر حظوظا من غيره من الديمقراطيين جو بايدن ، وهو الآخر يعتبره كثيرون من الحزبين شخصية غير محبوبة ولا تتمتع بالشعبية المطلوبة في أوساط الناخبين ، وان كانت استطلاعات الرأي تظهره احيانا على انه المتفوق على بقية المرشحين الديمقراطيين .
المعروف في في نظرية المؤامرة التي تتبع عادة في الانتخابات الرئاسية يمتلك المرشح بجعبة يضع فيها مفاجآت اللحظة الأخيرة ، والرئيس ترامب بدعم الجمهوريين الساهرين على مصالحهم يحتفظ بمثل هذه الجعبة المليئة بمفاجآت ما قبل.يوم الانتخابات احداها الدفع بقوة باتجاه إنجاح رئيس حكومة اسرائيل الفاسد بنجامين نتنياهو بالإعلان عن صفقة القرن وما ستجره وراءها من ضم غور الأردن والمستوطنات .. انتظروا وستتاكدون من صدق توقعاتي ..!؟
التعليقات مغلقة.