حلقة وصل _ فريق التحرير
لا الدين و لا الاخلاق تبيح للمرء ان يسيء الى ميت فمن الغريب أن يعمد الصحبي العمري و امثاله الى الأساءة الى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي و يكيلوا اليه و الى مناصريه جملة من الاهانات يوم وفاته و ذنبه الوحيد أنه كان الرئيس التونسي الوحيد المنتخب ديمقراطيا و دافع عن المساواة بين الجنسين .
تزاحمت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات تفوح فيها رائحة الكره و البغض و الشماتة فدونوا ” موش قال احنا ما عندناش علاقة بالاسلام و القرآن نحن دولة مدنية .. اقراوا على جثمانه دستور بوجلغة قبل دفنه
“من يتأسف على وفاة الباجي عليه أن يغادر صفحتى غير ماسوف عليه ”
“ما تحطوش قرآن ,, حطو مزود,, يجب الفصل بين الدين و السلطة كما كان شعاره .. الى جهنم و بئس المصير يا باجي ”
“انتهى دور كبير السفهاء في تونس .. رحل و ترك كلابه تعوي”
فموت السبسي فضح حجم ما يكنه اصحاب القلوب المريضة من عداء و رفض للمدافعين عن الحرية و المساواة و كشف أنه لا فرق عندهم بين الحياة و الموت و لا احترام لهم لحرمة الموت ، و كان أضعف الايمان أن يترحموا أو أن يصمتوا .
و على منوال هؤلاء صرّحت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي ان حزبها سيقاطع الجنازة الوطنية التي ستقام للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي
و قد أكّد هذا الموقف جانب آخر من الصراعات السياسية التي تفضحها المواقف .
في حين كتب رئيس حركة وفاء عبد الرؤوف العيادي على صفحته “متاع فرنسا مات و باش يدفنوه في تونس ” ليقوم فيما بعد بسحبها .
هذه المواقف و العبارات الدخيلة على الثقافة المجتمعية في تونس ابتلينا بها بعد الثورة و شهدت أوجها في حادثة اغتيال الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي حين لم يتوان عدد من الحاقدين و الكارهين لليساريين في تونس الى الدعوة الى عدم الترحم على شكري بلعيد و اتهامه بالكفر ، بل تفنن كثيرون و منهم أعضاء في حركة النهضة و حلفائها بتجسيد هذه الثقافة و عدم احترام الأموات .
النائب عن حركة نداء تونس بمجلس النواب فاطمة المسدي كان لها رد على الصحبي العمري ، فنشرت تدوينة لها على صفحتها الرسمية على الفايسبوك ” ستسير نساء تونس في جنازتك ، ستنعيك المليون مراة التي انتخبتك و رغم الغضب ستبكيك.”
و تابعت “سندعو للم شمل الوطنيين كما اردت. سنعمل على لم شمل الندائيين يا اب النداء. سنحاسب الخونة والمنافقين ولن نسمح للعملاء ان يضعون يدهم على نعشك. كانو ينتظرون خروجك من الباب الصغير فكان خروجك مهيبا يتمناه كل السياسيين. فبحيث سنواصل الرسالة.”
حفظ الله تونس من المتربصين ورحم الله الباجي قائد السبسي رئيس كل التونسيين.
التعليقات مغلقة.